توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرحلة التسويات

  مصر اليوم -

مرحلة التسويات

بقلم - عمرو الشوبكي

طرح مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى فى قنصلية بلاده تساؤلات واسعة وإدانات أكبر، واتضح فيه دور الإعلام والصحافة المستقلة فى التأثير على مجرى القضية، بعد أن وضعتها كبرى الصحف العالمية كخبر أول بعيداً عن موقف الحكومات.

والمؤكد أن الإعلان السعودى عن مقتل «خاشقجى» مثّل خطوة نحو جلاء الحقيقة ومعرفة المسؤول الحقيقى عن تلك الجريمة، ولكنه فتح الباب أمام تسويات سياسية واقتصادية قد تؤثر فى نقطة وحيدة، وهى تحديد مسؤولية مَن أعطى الأوامر باغتيال «خاشقجى»؟.

وقد أدار الطرف التركى، الذى كانت أرضه مسرحاً للجريمة، الأزمة بمهنية وشطارة شديدتين، وسيوظفها لصالح أجندته السياسية، ولعل الرسالة الأهم التى صدّرتها اسطنبول للعالم هى هذا الفصل بين التحقيق الجنائى المهنى، والحسابات السياسية، فقد تركت السلطة التنفيذية المحققين الأتراك يقومون بعملهم باستقلالية كاملة بعيداً عن الحسابات السياسية والتدخلات الأمنية، بل سهّلت الحكومة عملهم، سواء بالاتصال بالسلطات السعودية لكى تدخل هذه الفرق القنصلية ومقر القنصل، أو بعدم توجيه التحقيقات فى أى ناحية سياسية حتى تخرج النتائج موثقة ودقيقة واحترافية.

وهذا لا يعنى أن الحكومة التركية لن توظف الأمر سياسياً، بل العكس، فإن تركها المهنيين لا الهواة لكى يقوموا بعملهم يقوى السلطة السياسية، ويعطى لها ميزة المساومة بشكل أفضل على ما عندها، الذى هو نتاج جهد موثق واحترافى، على عكس ما سيكون عليه الحال لو كان نتاج شعارات أمْلَتْها السلطة السياسية والأمنية على المحققين، فلن تحقق أى مكسب ولن تحصل حتى على مصداقية أمام العالم.

المحزن أن هذا الأداء جاء من دولة غير ديمقراطية، رئيسها «أردوجان»، يحكم منذ 18 عاماً، وصار نموذجاً لاعتقال المعارضين والصحفيين، ولكنه نجح فى أن يوظف جريمة قتل «خاشقجى» لصالح صورة بلاده.

أما أمريكا فهناك بالتأكيد تعاطف يحمله ترامب تجاه الحكم فى السعودية، خاصة ولى العهد، ويرغب فى أن يتبنى الكونجرس الرواية السعودية الخاصة بمقتل «خاشقجى» وكفى، فى نفس الوقت سيحاول أن يوظف هذه الجريمة من أجل الحصول على مزيد من المكاسب المالية.

نتائج التحقيقات التركية التى ستخرج فى خلال أيام قليلة والموقف الأمريكى منها أمور ستخضع لحسابات المصالح السياسية والاقتصادية، وهذه الحسابات لم تلْغِ وجود إعلام مستقل تضامن مع الضحية، ولا وجود جهات تحقيق مستقلة ساعدت على جلاء الحقيقة، كل ذلك على عكس ما يتصور البعض، وهو ما سيساعد الأطراف السياسية على توظيف ما جرى لصالح حساباتها فى السياسة والاقتصاد.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة التسويات مرحلة التسويات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon