توقيت القاهرة المحلي 12:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرحلة التسويات

  مصر اليوم -

مرحلة التسويات

بقلم - عمرو الشوبكي

طرح مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى فى قنصلية بلاده تساؤلات واسعة وإدانات أكبر، واتضح فيه دور الإعلام والصحافة المستقلة فى التأثير على مجرى القضية، بعد أن وضعتها كبرى الصحف العالمية كخبر أول بعيداً عن موقف الحكومات.

والمؤكد أن الإعلان السعودى عن مقتل «خاشقجى» مثّل خطوة نحو جلاء الحقيقة ومعرفة المسؤول الحقيقى عن تلك الجريمة، ولكنه فتح الباب أمام تسويات سياسية واقتصادية قد تؤثر فى نقطة وحيدة، وهى تحديد مسؤولية مَن أعطى الأوامر باغتيال «خاشقجى»؟.

وقد أدار الطرف التركى، الذى كانت أرضه مسرحاً للجريمة، الأزمة بمهنية وشطارة شديدتين، وسيوظفها لصالح أجندته السياسية، ولعل الرسالة الأهم التى صدّرتها اسطنبول للعالم هى هذا الفصل بين التحقيق الجنائى المهنى، والحسابات السياسية، فقد تركت السلطة التنفيذية المحققين الأتراك يقومون بعملهم باستقلالية كاملة بعيداً عن الحسابات السياسية والتدخلات الأمنية، بل سهّلت الحكومة عملهم، سواء بالاتصال بالسلطات السعودية لكى تدخل هذه الفرق القنصلية ومقر القنصل، أو بعدم توجيه التحقيقات فى أى ناحية سياسية حتى تخرج النتائج موثقة ودقيقة واحترافية.

وهذا لا يعنى أن الحكومة التركية لن توظف الأمر سياسياً، بل العكس، فإن تركها المهنيين لا الهواة لكى يقوموا بعملهم يقوى السلطة السياسية، ويعطى لها ميزة المساومة بشكل أفضل على ما عندها، الذى هو نتاج جهد موثق واحترافى، على عكس ما سيكون عليه الحال لو كان نتاج شعارات أمْلَتْها السلطة السياسية والأمنية على المحققين، فلن تحقق أى مكسب ولن تحصل حتى على مصداقية أمام العالم.

المحزن أن هذا الأداء جاء من دولة غير ديمقراطية، رئيسها «أردوجان»، يحكم منذ 18 عاماً، وصار نموذجاً لاعتقال المعارضين والصحفيين، ولكنه نجح فى أن يوظف جريمة قتل «خاشقجى» لصالح صورة بلاده.

أما أمريكا فهناك بالتأكيد تعاطف يحمله ترامب تجاه الحكم فى السعودية، خاصة ولى العهد، ويرغب فى أن يتبنى الكونجرس الرواية السعودية الخاصة بمقتل «خاشقجى» وكفى، فى نفس الوقت سيحاول أن يوظف هذه الجريمة من أجل الحصول على مزيد من المكاسب المالية.

نتائج التحقيقات التركية التى ستخرج فى خلال أيام قليلة والموقف الأمريكى منها أمور ستخضع لحسابات المصالح السياسية والاقتصادية، وهذه الحسابات لم تلْغِ وجود إعلام مستقل تضامن مع الضحية، ولا وجود جهات تحقيق مستقلة ساعدت على جلاء الحقيقة، كل ذلك على عكس ما يتصور البعض، وهو ما سيساعد الأطراف السياسية على توظيف ما جرى لصالح حساباتها فى السياسة والاقتصاد.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة التسويات مرحلة التسويات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon