توقيت القاهرة المحلي 20:08:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجزائر مازالت حية

  مصر اليوم -

الجزائر مازالت حية

بقلم - عمرو الشوبكي

يدهشك البعض حين يتحدث عن مؤامرات العالم على المنطقة العربية دون أن يكلف خاطره لمعرفة مؤامرات العالم العربى على نفسه، فبلد عربى كبير مثل الجزائر صاحب التاريخ الأكثر صلابة وقوة فى مواجهة المستعمر الفرنسى، وقدم مليون شهيد لينال استقلاله، جاء عليه الدور ليخرج حكامه عن المعتاد فى النظم السلطوية غير الديمقراطية، بأن تقدم رئيس غير قادر على الحركة ولا الكلام ويخاطب شعبه عبر وسطاء وبرسائل يكتبها غيره لولاية خامسة بعد أن بقى فى السلطة 20 عاما.

الصادم والمحزن أن هؤلاء الذين فكروا فى مثل هذا الفعل الشيطانى المهين نسوا أو تناسوا أنهم لم يهينوا فقط الرئيس بوتفليقة، الذى كان له دور تاريخى فى إخراج الجزائر مما عرف «بالعشرية السوداء»، أى العنف الدموى الذى شهدته البلاد فى تسعينات القرن الماضى، إنما أهانوا أيضا تاريخ البلد بإهانة رئيس كان من أبطال حرب التحرير الشعبية.

والحقيقة أن انتفاضة الشعب الجزائرى ضد التمديد للرئيس (الذى يصفه البعض بأسف بالرئيس الميت) هى نفس الرسالة التى عرفتها كثير من الدول العربية، فالشعوب قد تتقبل غياب الديمقراطية من أجل العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى مثلما جرى فى مصر والجزائر فى ستينيات القرن الماضى، ولكنها لن تقبل أن تهان بأن يحكمها رئيس غير قادر على الحركة ولا الكلام، أى حين تخرج حتى عن قواعد الاستبداد المعروفة وتتصور أنها يمكن أن تفعل بشعوبها أى شىء دون رد فعل، والواقع يقول إن النتيجة دائما فى صالح الشعوب، وليس من تصور أنه قادر على خداعها.

لقد تقبل الشعب المصرى لسنوات طويلة نظام مبارك، لأنه أعطى هامشا سياسيا وقدرا من حرية الرأى والتعبير، ولكن حين شعر بالإهانة بسبب مشروع التوريث الذى رتب فى الظلام مع انتخابات 2010 المزورة بالكامل خرج فى ثورة يناير ونفس الأمر ينطبق على الرئيس السودانى الذى بقى فى السلطة 30 عاما من الفشل، وحين انتفض الشعب السودانى ضده قال إنها مؤامرة ضد البلد!!!

انتفاضة الشعب الجزائرى منذ يوم الجمعة الماضى ضد التمديد للرئيس بوتفليقة هى رسالة فى نفس الاتجاه، فقد خرج الكثيرون فى مظاهرات حاشدة فى الجزائر العاصمة وفى عنابة (400 كيلو من العاصمة) ووهران وغيرها من المدن، يرفضون ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، ورفعوا شعارات مناهضة له ولشقيقه الذى يرغب فى وراثته («لا بوتفليقة لا السعيد») ومن المتوقع أن تستمر حتى تتوقف إهانة الجزائر وشعبها بمنع ترشح الرئيس بوتفليقة.

لقد قبل الشعب الجزائرى مضطراً نظام الحزب الواحد والدولة الأمنية، لأن البديل كان الفوضى والإرهاب، وقبل برئيس وحزب حاكم ينجح مسبقاً قبل أى انتخابات، لأنه لم ير بديلاً أفضل طوال السنوات الماضية، ولكنه لن يقبل فى بلد المليون شهيد أن يُهان فى كرامته وكبريائه الوطنى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر مازالت حية الجزائر مازالت حية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان
  مصر اليوم - مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 22:59 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تهنئ شعب البحرين بالعيد الوطني الـ53

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 18:31 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ردّ الجميل للنادي المصري

GMT 09:51 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أفكار إطلالات المحجبات من وحي مدونات الموضة

GMT 07:56 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رقي الإمارات سرها وسحرها

GMT 08:28 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

روتين العناية بالبشرة خلال فترة تغيير الطقس

GMT 09:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل تورتة بالشوكولاتة والمكسرات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon