توقيت القاهرة المحلي 21:41:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شغب ملاعب لا حرب شعوب

  مصر اليوم -

شغب ملاعب لا حرب شعوب

بقلم : عمرو الشوبكي

شاهدت شوطاً من مباراة الأهلى والفيصلى الأولى مصادفةً فى أحد مقاهى القاهرة، وشاهدت هدف الأهلى فى الدقيقة الأخيرة من مباراته الثانية مع نفس الفريق، التى هُزم فيها بهدفين مقابل هدف أيضاً مصادفةً فى نادى الصيد بالدقى، وفيما عدا ما بثته مواقع التواصل الاجتماعى من مشاهد لرفع الحذاء فى وجه الجمهور وشتائم رئيس نادى الزمالك دون أى حسيب أو رقيب (كما هى العادة) فإنى لم أهتم بمشاهدة مباريات البطولة العربية من بدايتها حتى نهايتها.

وقد تابعت عبر المواقع المختلفة ما جرى فى نهائى البطولة العربية بين فريقى الفيصلى والترجى من شغب، وعكس عمق الأزمة التى تدار بها العلاقات العربية، وكيف تحولت الرياضة من وسيلة للتقارب أو التنافس الصحى إلى طريق لتوتر العلاقات وممارسة أسوأ درجات الشحن القَبَلى بين الشعوب، ويتحول خطأ لاعبى الفيصلى وجماهيره الذى شاهدنا ما هو أسوأ منه فى الملاعب المصرية والأردنية إلى صراع قومى بين البلدين على طريقة «ضربونا فى بلادنا وكسروا ملاعبنا».. وغيره من الكلام الذى تردده المجتمعات التى لا تنجز فى أى مجال علمى واقتصادى، فتتحول معارك الملاعب إلى معارك بين الدول والشعوب.

شغب الملاعب يحدث فى كل دول العالم، وكثيراً ما شهدنا عنفاً فى الملاعب الأوروبية أكثر قسوةً وإجراماً مما يجرى فى ملاعبنا العربية، وظل الفارق بيننا وبينهم فى أنه بقى عندهم شغباً بين مشجعى كرة القدم وليس معركة بين الشعوب مثلما يجرى عندنا.

ما فعله بعض لاعبى الفيصلى وجزء من جماهيرهم جريمة يتحملها من قام بها وليس كل الشعب الأردنى، وفى نفس الوقت لا يمكن قبول- من بعض الأردنيين- تحويل مشكلة مع حكم المباراة الذى كان يمكن أن يكون غير مصرى إلى مشكلة مع الشعب المصرى.

شغب الملاعب يتحول فى العالم العربى إلى فرصة للكراهية (مثلما جرى بين مصر والجزائر فى 2009)، ونشر الكلام الأهبل على طريقة «الأردن أهينت بحبس قلة من مشاغبيها المعتدين» أو أن مصر أهينت لأن مدرجاً فى استادها تم تكسيره من «أجانب»، وهو ما تكرَّر أكثر من مرة من بعض الجماهير المصرية.

والحقيقة أن الصادم فيما جرى عقب المباراة، وشاهده الملايين على المواقع الصحفية المختلفة وفى البرامج الرياضية، هذا الغياب الكامل لرجال الشرطة فى حماية الحكم والتعامل الفورى مع شغب الملاعب، ولا نقول كما يتعاملون مع الألتراس، إنما على الأقل يتم التعامل السريع مع المشجعين المشاغبين لمنعهم من تحطيم أحد المدرجات خاصة أنهم كانوا بالعشرات.

الحكم الذى ظل لاعبو الأردن يتناوبون الاعتداء عليه لم نرَ فى كل الصور ضابطاً واحداً من أى رتبة، كما نراهم فى الدورى المحلى يحمى الحكم، وحتى جنود الشرطة بدوا تائهين وسط الملعب وكأن الأوامر التى صدرت لهم كانت حماية منصة التتويج وليس حماية الحكم.

شغب الملاعب يحدث فى كل مكان، وبدلاً من أن نحول الموضوع لقضية كرامة وطنية فعلينا أن نعترف ونحاسب تقصير الشرطة التى كُلِّفت بحماية المباراة، ولو كانت تعاملت بحرفية وفاعلية وحمت الحكم لما تصاعد الموقف إلى هذه الدرجة المؤسفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شغب ملاعب لا حرب شعوب شغب ملاعب لا حرب شعوب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 21:19 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يرد على تصريحات المخرج محمد سامي

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 19:58 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حسين الشحات مهدد بالحبس فى أزمة الشيبى

GMT 00:21 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

أسعار الدولار في البنوك المصرية الأحد

GMT 00:41 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

ريال مدريد يزيل "راموس" من موقعه الرسمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon