توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شغب ملاعب لا حرب شعوب

  مصر اليوم -

شغب ملاعب لا حرب شعوب

بقلم : عمرو الشوبكي

شاهدت شوطاً من مباراة الأهلى والفيصلى الأولى مصادفةً فى أحد مقاهى القاهرة، وشاهدت هدف الأهلى فى الدقيقة الأخيرة من مباراته الثانية مع نفس الفريق، التى هُزم فيها بهدفين مقابل هدف أيضاً مصادفةً فى نادى الصيد بالدقى، وفيما عدا ما بثته مواقع التواصل الاجتماعى من مشاهد لرفع الحذاء فى وجه الجمهور وشتائم رئيس نادى الزمالك دون أى حسيب أو رقيب (كما هى العادة) فإنى لم أهتم بمشاهدة مباريات البطولة العربية من بدايتها حتى نهايتها.

وقد تابعت عبر المواقع المختلفة ما جرى فى نهائى البطولة العربية بين فريقى الفيصلى والترجى من شغب، وعكس عمق الأزمة التى تدار بها العلاقات العربية، وكيف تحولت الرياضة من وسيلة للتقارب أو التنافس الصحى إلى طريق لتوتر العلاقات وممارسة أسوأ درجات الشحن القَبَلى بين الشعوب، ويتحول خطأ لاعبى الفيصلى وجماهيره الذى شاهدنا ما هو أسوأ منه فى الملاعب المصرية والأردنية إلى صراع قومى بين البلدين على طريقة «ضربونا فى بلادنا وكسروا ملاعبنا».. وغيره من الكلام الذى تردده المجتمعات التى لا تنجز فى أى مجال علمى واقتصادى، فتتحول معارك الملاعب إلى معارك بين الدول والشعوب.

شغب الملاعب يحدث فى كل دول العالم، وكثيراً ما شهدنا عنفاً فى الملاعب الأوروبية أكثر قسوةً وإجراماً مما يجرى فى ملاعبنا العربية، وظل الفارق بيننا وبينهم فى أنه بقى عندهم شغباً بين مشجعى كرة القدم وليس معركة بين الشعوب مثلما يجرى عندنا.

ما فعله بعض لاعبى الفيصلى وجزء من جماهيرهم جريمة يتحملها من قام بها وليس كل الشعب الأردنى، وفى نفس الوقت لا يمكن قبول- من بعض الأردنيين- تحويل مشكلة مع حكم المباراة الذى كان يمكن أن يكون غير مصرى إلى مشكلة مع الشعب المصرى.

شغب الملاعب يتحول فى العالم العربى إلى فرصة للكراهية (مثلما جرى بين مصر والجزائر فى 2009)، ونشر الكلام الأهبل على طريقة «الأردن أهينت بحبس قلة من مشاغبيها المعتدين» أو أن مصر أهينت لأن مدرجاً فى استادها تم تكسيره من «أجانب»، وهو ما تكرَّر أكثر من مرة من بعض الجماهير المصرية.

والحقيقة أن الصادم فيما جرى عقب المباراة، وشاهده الملايين على المواقع الصحفية المختلفة وفى البرامج الرياضية، هذا الغياب الكامل لرجال الشرطة فى حماية الحكم والتعامل الفورى مع شغب الملاعب، ولا نقول كما يتعاملون مع الألتراس، إنما على الأقل يتم التعامل السريع مع المشجعين المشاغبين لمنعهم من تحطيم أحد المدرجات خاصة أنهم كانوا بالعشرات.

الحكم الذى ظل لاعبو الأردن يتناوبون الاعتداء عليه لم نرَ فى كل الصور ضابطاً واحداً من أى رتبة، كما نراهم فى الدورى المحلى يحمى الحكم، وحتى جنود الشرطة بدوا تائهين وسط الملعب وكأن الأوامر التى صدرت لهم كانت حماية منصة التتويج وليس حماية الحكم.

شغب الملاعب يحدث فى كل مكان، وبدلاً من أن نحول الموضوع لقضية كرامة وطنية فعلينا أن نعترف ونحاسب تقصير الشرطة التى كُلِّفت بحماية المباراة، ولو كانت تعاملت بحرفية وفاعلية وحمت الحكم لما تصاعد الموقف إلى هذه الدرجة المؤسفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شغب ملاعب لا حرب شعوب شغب ملاعب لا حرب شعوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon