توقيت القاهرة المحلي 18:26:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجنسية لا تعني الانتماء

  مصر اليوم -

الجنسية لا تعني الانتماء

بقلم - عمرو الشوبكي

فتحت علاقة حمل جنسية بلد من البلدان بالانتماء الكامل لها جدلا واسعا فى أوروبا، وهى القضية التى اعتاد البعض مناقشتها عقب محطات سياسية واجتماعية وأمنية وحتى رياضية نوقشت فيها قضية الجنسية والانتماء للوطن.

والحقيقة أن هذه القضية طرحت مؤخرًا عقب الجدل الذى دار حول قيام كثير من لاعبى المنتخب المغربى ممن يحملون الجنسية الأوروبية باللعب لصالح بلدهم الأصلى المغرب، فى إعلان واضح بأن حمل جنسية بلد لا يعنى بالضرورة الانتماء له.

والحقيقة أن النقاش الذى دار فى أكثر من بلد أوروبى فى دلالات اختيار لاعبين يحملون الجنسية الأوروبية أن يلعبوا تحت راية بلدهم الأصلية التى لم يعيشوا فيها، وبعضهم لا يتكلم بشكل جيد لغتها، فتح قضية علاقة الجنسية بالانتماء ليس فقط فيما يتعلق باختيارات اللاعبين إنما أيضا المشجعين، حيث هاجم العديد من السياسيين تشجيع كثير من الفرنسيين من أصول عربية لفريق المغرب حين لاعب فرنسا فى كأس العالم الأخيرة، واعتبروا ذلك عدم ولاء للبلد الذى يعيشون فيه ويحملون جنسيته، وعايرهم البعض الآخر بالمساعدات التى يحصلون عليها من قبل الدولة والتأمين الصحى وشبكات الضمان الاجتماعى، وقالوا إن هؤلاء حصلوا على الجنسية الفرنسية من أجل فقط الحصول على هذه الامتيازات وليس انتماء لفرنسا.

كما مازال كثيرون يتذكرون كيف أن انتصارات المنتخب الفرنسى فى كرة القدم تحول معظم اللاعبين الذين من أصول أفريقية إلى أبطال و«فرنسيين حقيقيين»، وكيف أن خسارتهم تحولهم إلى أجانب وغرباء وتطالب بعودتهم إلى بلادهم، رغم جنسيتهم الفرنسية.

وحين اندلعت الاحتجاجات التى شهدتها فرنسا فى شهر يونيو الماضى فى أعقاب مقتل الصبى الفرنسى من أصول جزائرية (نائل) على يد أحد رجال الشرطة، فتح أيضا بصورة أخرى ملف الفرنسيين من أصول مهاجرة، لأن 90% ممن ألقى القبض عليهم فى حوادث العنف التى تلت جريمة القتل كانوا يحملون الجنسية الفرنسية، ومع ذلك يشعرون بالتمييز، على عكس العقود السابقة حين كان أغلب المهاجرين لا يحملون الجنسية الفرنسية.

والحقيقة أن هناك كثيرين من تيارات اليمين القومية المتطرفة اعتبرت أن هؤلاء «الأوروبيين المهاجرين» غير قابلين للاندماج بسبب خلفيتهم الثقافية والدينية، وأن الجريمة والعنف متأصلان فيهم، وخرجت مقولات «الإرهاب الإسلامى» لتوصيف أى عملية إرهابية يقوم بها مواطنون أوروبيون من أصول عربية حتى لو كانوا «أرباب سوابق» ولم يدخلوا مسجدا، واعتبروها فرصة للقول إن هؤلاء لا ينتمون لفرنسا ويجب سحب الجنسية منهم.

إن حمل جنسية بلد أوروبى قد تعنى الانتماء الجزئى لها، لكنها لا تعنى بالضرورة انتماء كامل، وأن يعض من يحملون الجنسيات الأوروبية حين وضعوا أمام اختيار اختاروا بلدهم الأصلى الذى لا يحملون جنسيته ليعلنوا انتماءهم له، وهى ظاهرة لاتزال تثير كثيرًا من الجدل والنقاش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنسية لا تعني الانتماء الجنسية لا تعني الانتماء



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon