توقيت القاهرة المحلي 05:51:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغريدة ترامب

  مصر اليوم -

تغريدة ترامب

بقلم-عمرو الشوبكي

أثارت التغريدة التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الأول، وتحدث فيها عن أنه سيصدر قرارا بالعفو عن نفسه إذا أدانه مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) ردود فعل عاصفة داخل أمريكا وخارجها، وعكست جوانب صراعية غير متكررة فى تاريخ النظام السياسى الأمريكى بين الرئيس المنتخب وأجهزة دولته.

ورغم أن ترامب أكد فى نفس التغريدة أنه لم يفعل شيئاً خطأً، وأن ما يجرى معه مثل «witch Hunt»، وهو تعبير مجازى يعبر عن كيل الاتهامات الكاذبة على طريقة اتهام المخالفين بممارسة السحر فى القرن السابع عشر، إلا أن تنصيبه نفسه كخصم وحكم فتح عليه مزيدا من النقد والهجوم.

معركة كثير من رؤساء الإدارات الأمريكية السابقة كانت أساسا (باستثناء كينيدى) فى مواجهة خصومهم السياسيين، أو الصحافة (تجربة ريتشارد نيكسون) أو قطاعات من المجتمع، وليس مع أجهزتهم ومؤسساتهم.

ولعل الصراع العلنى الذى جرى بين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى والرئيس ترامب (عيّنه ثم أقاله) لم يسبق له مثيل فى التاريخ الأمريكى، فقد اتهم كومى رئيسه بأنه كاذب وغير لائق أخلاقيا لحكم أمريكا، وأصدر كتابا سماه «ولاء أعلى: حقائق وأكاذيب وزعامة»، شن فيه هجوما عنيفا على ترامب، فى حين وصفه الأخير بأنه «حقير».

اللغة المبتذلة التى يستخدمها ترامب وتقلباته المزاجية النادرة جعلت أمريكا فى وضع لم تعرفه من قبل، فهناك صراع بين مؤسسات الدولة الأمريكية وبين الرئيس، يُدار بأساليب الألفية الثالثة وليس القرن الماضى، أى أن الأسلحة التى كان يستخدمها الطرفان فى الماضى لم يعودا قادرين على استخدامها فى الوقت الحالى، فمؤسسات الدولة العميقة لا يمكن أن ترتب لاغتيال الرئيس مثلما اتُّهمت فى الستينيات باغتيال كينيدى، إنما يمكن أن تحاصره بأدوات قانونية، كما لا يمكن للجيش أن يقوم بانقلاب على الرئيس المنتخب، وفى نفس الوقت فإن الرئيس ليس مطلق اليدين يستطيع أن يطيح بكل قيادات هذه الأجهزة أو «يفورها»، كما يحدث فى بلاد العالم الثالث حتى تكون مجرد سكرتارية لأوامر الرئيس، فهى مؤسسات دولة وليست مؤسسات نظام أو رئيس.

واللافت أن تطور أداء المؤسسات الأمريكية (فى الداخل الأمريكى)، بحيث أصبح أكثر شفافية والتزاما بالمعايير الديمقراطية فى الحوكمة وغيرها، دفع لأول مرة قطاعا واسعا من الشعب الأمريكى إلى اتخاذ مواقف قريبة من مواقف هذه المؤسسات، على عكس ما كان يحدث فى الماضى حين كانت مؤسسات الدولة العميقة تواجه رئيسا مدعوما ومحبوبا من الشعب.

ترامب سيستكمل بصعوبة ولايته الأولى، لكنه لن يُنتخب لولاية ثانية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغريدة ترامب تغريدة ترامب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon