توقيت القاهرة المحلي 09:22:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام حر

  مصر اليوم -

كلام حر

بقلم : عمرو الشوبكي

 عرضت القناة الثالثة فى التليفزيون الفرنسى، مساء الأربعاء الماضى، فيلما تسجيليا أعقبة حوار مطول حول قضية الاعتداء الجنسى على الأطفال على يد بعض رجال الدين الكاثوليكى فى فرنسا وخارجها.

وقد ظهر للعلن هذا الموضوع فى ظل موجة المصارحة والمكاشفة التى شهدها العديد من دول العالم حول حالات التحرش والاعتداءات الجنسى التى تعرض لها نساء، وجاء فتح ملف الكنيسة ليسقط أحد المحرمات التى عرفتها المجتمعات الغربية حتى وقت قريب والتى كانت ترى أن نشر حوادث فردية يصور الأمر على أنه حالة عامة داخل الكنيسة، ويصدم إيمان المؤمنين.

وقد سقط هذا المنطق فى السنوات الأخيرة، ولم تعد هناك أى مؤسسة دينية أو مدنية تحظى بأى حصانة سواء الجيش أو الرئاسة أو الملك أو الكنيسة، وعرفت فرنسا منذ عام 2015 حملة صحفية وإعلامية باسم كلام حر parole Liber تحدث فيها ضحايا الاعتداءات الجنسية فى سن الصبى والطفولة.

وقد تكلم فى هذه الحملة بجرأة رجال من مختلف الأعمار تعرضوا لاعتداءات جنسية فى طفولتهم أكبرهم عمره 72 عاما وتحدث عن واقعة تعرض لها منذ 60 عاما، وآخرون أحدهم 37 عاما والثانى 46 والثالث 56 والرابع 43 والخامس 62 عاما.

أحد المتحدثين تحول إلى امرأة وادعى أن قراره هذا كان فى جانب منه محاولة للتخلص من جسد الرجل الذى تعرض للاعتداء على يد رجل دين!!

بعض من تحدثوا خصوا الأب برينا (Braina) الذى اتهم بالتحرش بـ 80 طفلا فى فرق الكشافة التابعة للكنيسة، وكيف حمته الأخيرة فى البداية واكتفت بنقله، وبعد ضغط الرأى العام أوقفته عن عمله وحوكم.

إن فتح قضية التحرش بالأطفال أمام الرأى العام جعل البابا فرنسيس يقر بوجود وقائع مشينة ويسعى لتصحيحها بكل شفافية ونزاهة، وهو ما دفع الكنيسة فى فرنسا إلى الاعتراف بأن هناك حوادث تحدث لا تمثل بالتأكيد الصورة العامة ولا الغالبة، وأن الاعتراف بها ومواجهتها لا يعنى إهانة الكنيسة أو تشويه سمعتها.

وتلك أهمية النظم الديمقراطية فى أنها لا تعطى حصانة لأى مؤسسات دينية أو مدنية وترفض جعلها فوق النقد والمساءلة فتكرس تأخرها وتأخر مجتمعاتها كما يحدث فى بلاد كثيرة.

وقررت الكنيسة فى فرنسا عمل لجنة بداخلها يقودها أحد رجال الدين المعروفين بالتدين والاحترام الشديد وهو الأب لوك كريبى (LuckCrepy) وتكلم الرجل أمام اثنين من الضحايا أحدهما أعلن إلحاده، والثانى أعلن علنا أنه مازال متمسكا بإيمانه المسيحى (شهدنا ابتسامة عريضة من الأب لوك حين سمع كلامه) وقال: نحن سنقضى على هذه الآفة لأن هذا واجبنا أمام الله والعدالة والناس، وعلينا فى نفس الوقت أن نعى صعوبة الوضع لأن ثقافة الكنيسة تقوم على تغيير الناس ودفعهم للإيمان لا أن تتغير هى.

تكلم الرجل بتسامح واحترام شديدين أمام انتقادات المذيعة وأحد الضحايا، كما تحدثت صحفية فى صحيفة لاكروا (La Croix) عن موضوع الاعتداءات، ومدى الصعوبة النفسية التى شعرت بها كمؤمنة مسيحية وهى تنتقد الكنيسة فى البداية حتى وصلت لقناعة أن النقد من أجل الإصلاح واجب.

الكلام الحر هو الذى يبنى المجتمعات خاصة لو كان هدفه الإصلاح والتغيير.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام حر كلام حر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon