توقيت القاهرة المحلي 13:20:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام حر

  مصر اليوم -

كلام حر

بقلم : عمرو الشوبكي

 عرضت القناة الثالثة فى التليفزيون الفرنسى، مساء الأربعاء الماضى، فيلما تسجيليا أعقبة حوار مطول حول قضية الاعتداء الجنسى على الأطفال على يد بعض رجال الدين الكاثوليكى فى فرنسا وخارجها.

وقد ظهر للعلن هذا الموضوع فى ظل موجة المصارحة والمكاشفة التى شهدها العديد من دول العالم حول حالات التحرش والاعتداءات الجنسى التى تعرض لها نساء، وجاء فتح ملف الكنيسة ليسقط أحد المحرمات التى عرفتها المجتمعات الغربية حتى وقت قريب والتى كانت ترى أن نشر حوادث فردية يصور الأمر على أنه حالة عامة داخل الكنيسة، ويصدم إيمان المؤمنين.

وقد سقط هذا المنطق فى السنوات الأخيرة، ولم تعد هناك أى مؤسسة دينية أو مدنية تحظى بأى حصانة سواء الجيش أو الرئاسة أو الملك أو الكنيسة، وعرفت فرنسا منذ عام 2015 حملة صحفية وإعلامية باسم كلام حر parole Liber تحدث فيها ضحايا الاعتداءات الجنسية فى سن الصبى والطفولة.

وقد تكلم فى هذه الحملة بجرأة رجال من مختلف الأعمار تعرضوا لاعتداءات جنسية فى طفولتهم أكبرهم عمره 72 عاما وتحدث عن واقعة تعرض لها منذ 60 عاما، وآخرون أحدهم 37 عاما والثانى 46 والثالث 56 والرابع 43 والخامس 62 عاما.

أحد المتحدثين تحول إلى امرأة وادعى أن قراره هذا كان فى جانب منه محاولة للتخلص من جسد الرجل الذى تعرض للاعتداء على يد رجل دين!!

بعض من تحدثوا خصوا الأب برينا (Braina) الذى اتهم بالتحرش بـ 80 طفلا فى فرق الكشافة التابعة للكنيسة، وكيف حمته الأخيرة فى البداية واكتفت بنقله، وبعد ضغط الرأى العام أوقفته عن عمله وحوكم.

إن فتح قضية التحرش بالأطفال أمام الرأى العام جعل البابا فرنسيس يقر بوجود وقائع مشينة ويسعى لتصحيحها بكل شفافية ونزاهة، وهو ما دفع الكنيسة فى فرنسا إلى الاعتراف بأن هناك حوادث تحدث لا تمثل بالتأكيد الصورة العامة ولا الغالبة، وأن الاعتراف بها ومواجهتها لا يعنى إهانة الكنيسة أو تشويه سمعتها.

وتلك أهمية النظم الديمقراطية فى أنها لا تعطى حصانة لأى مؤسسات دينية أو مدنية وترفض جعلها فوق النقد والمساءلة فتكرس تأخرها وتأخر مجتمعاتها كما يحدث فى بلاد كثيرة.

وقررت الكنيسة فى فرنسا عمل لجنة بداخلها يقودها أحد رجال الدين المعروفين بالتدين والاحترام الشديد وهو الأب لوك كريبى (LuckCrepy) وتكلم الرجل أمام اثنين من الضحايا أحدهما أعلن إلحاده، والثانى أعلن علنا أنه مازال متمسكا بإيمانه المسيحى (شهدنا ابتسامة عريضة من الأب لوك حين سمع كلامه) وقال: نحن سنقضى على هذه الآفة لأن هذا واجبنا أمام الله والعدالة والناس، وعلينا فى نفس الوقت أن نعى صعوبة الوضع لأن ثقافة الكنيسة تقوم على تغيير الناس ودفعهم للإيمان لا أن تتغير هى.

تكلم الرجل بتسامح واحترام شديدين أمام انتقادات المذيعة وأحد الضحايا، كما تحدثت صحفية فى صحيفة لاكروا (La Croix) عن موضوع الاعتداءات، ومدى الصعوبة النفسية التى شعرت بها كمؤمنة مسيحية وهى تنتقد الكنيسة فى البداية حتى وصلت لقناعة أن النقد من أجل الإصلاح واجب.

الكلام الحر هو الذى يبنى المجتمعات خاصة لو كان هدفه الإصلاح والتغيير.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام حر كلام حر



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon