توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى النظم السياسية «2- 2»

  مصر اليوم -

فى النظم السياسية «2 2»

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال المطروح على كثير من الباحثين والمهتمين بالمجال السياسى: هل الديمقراطية شرط للتقدم؟ والإجابة التى يقدمها النظام الصينى للعالم تقول إنها ليست شرطا، إذن ما هى شروط التقدم؟

والحقيقة أن الصين وكوبا وقبلهما مصر فى الستينيات لم تقل إنها ضد الديمقراطية إنما قالت إنها ضد الديمقراطية الليبرالية التى تقوم على تعدد الأحزاب، وادعت هذه الدول أنها أسست نظم الديمقراطية الشعبية التى تقوم على نظام الحزب الواحد وتسمح بتعددية داخلية مقيدة بالقواعد التى يفرضها النظام السياسى.

ورغم أننى لا أعتبر هذه النظم ديمقراطية إلا أننا فى نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل إنجازاتها، فقد عرفت مصر نظام الحزب الواحد فى ستينيات القرن الماضى، وهو نظام كانت له أصول وقواعد (رغم أنه أصبح جزءا من الماضى)، ويعنى قدرة السياسة على دمج أغلب الناس فى العملية السياسية وفى داخل مؤسسات النظام القائم، على عكس النظم غير السياسية التى لا تمتلك لا مشروعا ولا تنظيما سياسيا فتضطر أجهزة الأمن لمواجهة غالبية الاتجاهات السياسية، لأنه لا يوجد مشروع سياسى قادر على دمج هذه الغالبية داخل تنظيمه الواحد أو تنظيماته. ولعل كتاب الأستاذ الكبير والمناضل النزيه عبدالغفار شكر عن منظمة الشباب الاشتراكى (تجربة مصرية فى إعداد القيادات، 1963 إلى 1976) الصادر مؤخرا عن مركز دراسات الوحدة العربية، يدل على أن إدارة البلد ومنظمة الشباب لم تكن عشوائية ولا أمنية (رغم وجود الاثنتين) إنما كانت بالأساس سياسية، وتبنت مفردات العصر فى التحرر الوطنى والاشتراكية ومفاهيم تعتبر رائدة فى وقتها للتعامل مع عالم القوى الكبرى. ولذا لم يكن غريبا أن نجد تنظيم عبدالناصر الواحد يضم بداخله شيوعيين سابقين اقتربوا من فكره حول الاشتراكية العربية، وأسسوا أهم دوريات فكرية وثقافية فى تاريخ مصر مثل الطليعة والكاتب وغيرهما، وقادها أسماء بوزن لطفى الخولى وصلاح عيسى وغيرهما، كما نجحت منظومة الحزب الواحد السياسية فى أن تدمج «إخوان» تائبين، مثل الشيخ الباقورى الذى كان وزيرا للأوقاف وغيره.

أما النظام الصينى فمصدر قوته أن تأسيسه جرى وفق قواعد العالم القديم، أى عبر حزب عقائدى ثورى، وثقافة ثورية قادرة أن تكون فى ذاتها مصدر إلهام وأداة تغيير (أمر مختلف حاليا)، ولذا سنجد أن كل محاولات استنساخ هذه النظم منذ نهايات الألفية الثانية حتى الآن انتهت بديكتاتوريات مسخ، سواء فى أمريكا الجنوبية أو بعض النظم العربية مثل القذافى وغيره.

الصين تقدمت لأنها أسست نظاما راسخا فى عصره وتطور مع العصر، محتفظا بقيمتين أساسيتين: الأولى الإنجاز الاقتصادى، والثانية احترام القيم والأطر القانونية والسياسية التى يضعها النظام، وهذا أمر لا بديل عنه لتقدم أى بلد، أى أن يحترم قوانينه ويجردها ولا يفصلها على مقاس أشخاص أو مؤسسات.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى النظم السياسية «2 2» فى النظم السياسية «2 2»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon