توقيت القاهرة المحلي 08:43:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى النظم السياسية «2- 2»

  مصر اليوم -

فى النظم السياسية «2 2»

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال المطروح على كثير من الباحثين والمهتمين بالمجال السياسى: هل الديمقراطية شرط للتقدم؟ والإجابة التى يقدمها النظام الصينى للعالم تقول إنها ليست شرطا، إذن ما هى شروط التقدم؟

والحقيقة أن الصين وكوبا وقبلهما مصر فى الستينيات لم تقل إنها ضد الديمقراطية إنما قالت إنها ضد الديمقراطية الليبرالية التى تقوم على تعدد الأحزاب، وادعت هذه الدول أنها أسست نظم الديمقراطية الشعبية التى تقوم على نظام الحزب الواحد وتسمح بتعددية داخلية مقيدة بالقواعد التى يفرضها النظام السياسى.

ورغم أننى لا أعتبر هذه النظم ديمقراطية إلا أننا فى نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل إنجازاتها، فقد عرفت مصر نظام الحزب الواحد فى ستينيات القرن الماضى، وهو نظام كانت له أصول وقواعد (رغم أنه أصبح جزءا من الماضى)، ويعنى قدرة السياسة على دمج أغلب الناس فى العملية السياسية وفى داخل مؤسسات النظام القائم، على عكس النظم غير السياسية التى لا تمتلك لا مشروعا ولا تنظيما سياسيا فتضطر أجهزة الأمن لمواجهة غالبية الاتجاهات السياسية، لأنه لا يوجد مشروع سياسى قادر على دمج هذه الغالبية داخل تنظيمه الواحد أو تنظيماته. ولعل كتاب الأستاذ الكبير والمناضل النزيه عبدالغفار شكر عن منظمة الشباب الاشتراكى (تجربة مصرية فى إعداد القيادات، 1963 إلى 1976) الصادر مؤخرا عن مركز دراسات الوحدة العربية، يدل على أن إدارة البلد ومنظمة الشباب لم تكن عشوائية ولا أمنية (رغم وجود الاثنتين) إنما كانت بالأساس سياسية، وتبنت مفردات العصر فى التحرر الوطنى والاشتراكية ومفاهيم تعتبر رائدة فى وقتها للتعامل مع عالم القوى الكبرى. ولذا لم يكن غريبا أن نجد تنظيم عبدالناصر الواحد يضم بداخله شيوعيين سابقين اقتربوا من فكره حول الاشتراكية العربية، وأسسوا أهم دوريات فكرية وثقافية فى تاريخ مصر مثل الطليعة والكاتب وغيرهما، وقادها أسماء بوزن لطفى الخولى وصلاح عيسى وغيرهما، كما نجحت منظومة الحزب الواحد السياسية فى أن تدمج «إخوان» تائبين، مثل الشيخ الباقورى الذى كان وزيرا للأوقاف وغيره.

أما النظام الصينى فمصدر قوته أن تأسيسه جرى وفق قواعد العالم القديم، أى عبر حزب عقائدى ثورى، وثقافة ثورية قادرة أن تكون فى ذاتها مصدر إلهام وأداة تغيير (أمر مختلف حاليا)، ولذا سنجد أن كل محاولات استنساخ هذه النظم منذ نهايات الألفية الثانية حتى الآن انتهت بديكتاتوريات مسخ، سواء فى أمريكا الجنوبية أو بعض النظم العربية مثل القذافى وغيره.

الصين تقدمت لأنها أسست نظاما راسخا فى عصره وتطور مع العصر، محتفظا بقيمتين أساسيتين: الأولى الإنجاز الاقتصادى، والثانية احترام القيم والأطر القانونية والسياسية التى يضعها النظام، وهذا أمر لا بديل عنه لتقدم أى بلد، أى أن يحترم قوانينه ويجردها ولا يفصلها على مقاس أشخاص أو مؤسسات.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى النظم السياسية «2 2» فى النظم السياسية «2 2»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon