توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المجتمع المبادر

  مصر اليوم -

المجتمع المبادر

بقلم : عمرو الشوبكي

فى وقت الأزمات والمحن تتزايد أهمية التبرعات ويتزايد الدور المطلوب من الدولة ورجال الأعمال والشركات الكبرى فى دعم الفئات الأضعف فى المجتمع، هذا أمر لا خلاف عليه، بل إن مبدأ التبرع فى حد ذاته أمر حميد ومطلوب، حتى فى الظروف الطبيعية سواء كان بدافع الزكاة أو المساعدة أو التضامن الاجتماعى والأخلاقى.

وفى هذا الإطار لعب صندوق تحيا مصر دورًا مهمًا فى جمع تبرعات من كثير من رجال الأعمال أسهمت فى تقديم خدمات ومساعدات كثيرة استفادت منها قطاعات كثيرة، وكذلك فعلت مؤسسات مثل مصر الخير ورسالة وبنك الطعام وغيرها من المؤسسات العملاقة، التى عرفت نشاطا واسعا وميزانيات كبيرة استفاد منها كثيرون.

ولأن العالم كله لا يسير بمنطق إما هذا أو ذاك، فإن دور المؤسسات والصناديق الكبرى سواء التابعة للدولة أو لجمعيات أهلية سيظل مطلوبا، خاصة أن الأولى- كصندوق تحيا مصر- لديها قدرة أسرع من غيرها على الإنجاز والتحرك السريع بدون قيود روتينية، وهو أمر مطلوب فى أحيان كثيرة، خاصة حين تصبح سرعة التحرك مرادفة لإنقاذ أرواح بشر أو مد يد العون لأشخاص بلا مأوى ويحتاجون لتحركات عاجلة، وغيرها من الأمور المشابهة.

سيظل هناك احتياج بجوار هذه المؤسسات الكبرى لأخرى صغرى ومتناهية الصغر يؤسسها «المجتمع المبادر» فى كل مدينة وقرية وحى، بحيث تنشأ آلاف «تحيا مصر» يبادر بها الأفراد وتدعمها الدولة ليس بالمال ولا الأوامر، إنما بوضع بيئة آمنة لتحركها وقواعد قانونية تنظم عملها، وتعتمد بشكل أساسى على المبادرات الأهلية التى تجعل كل مجموعة تشعر بأنها صاحبة المشروع فيتضاعف جهدها وعطاؤها.

يقينًا أزمة كورونا أظهرت أن المجتمع المصرى لايزال مكبلا بعشرات القيود التى جعلت مبادراته الأهلية أقل بكثير من مجتمعات عربية أخرى، مثل لبنان والمغرب وتونس، فالعمل الأهلى يعنى أن هناك آلاف الكوادر التى هى بنت بيئتها المحلية، وتمويلها محلى، تمارس عن قناعة أنشطة تطوعية فى كل ربوع البلاد.

وإذا كانت هناك شكوى من نقص وعى الناس، فإن هذا لا يرجع إلى أسباب وراثية فى جينات المصريين، إنما هى أمور مكتسبة نتيجة ضعف العمل الأهلى أو النقابى أو الحزبى، والقيود المفروضة على المجتمع المبادر.

صحيح أن التبرع مطلوب، حتى لو شابه فى بعض الأحيان بعض الشوائب، مثل تبرعات توزيع الكراتين أثناء الانتخابات والاستفتاءات وليس فقط فى المواسم الدينية، إلا أن ذلك لا يلغى صحة الفكرة وأهميتها.

أزمة كورونا كشفت ضعف أدوات المجتمع وعزلته وتقوقع أفراده حول أنفسهم، وإحساس الكثيرين بأنهم يبادرون فى عمل أهلى صغير يرون ثماره أمام أعينهم سيعنى أن المجتمع بدأ يسير على قدمين: قدم المبادرات الكبرى التى ترعاها الدولة، وقدم مبادرات المجتمع التى تنظمها الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع المبادر المجتمع المبادر



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon