توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المجتمع المبادر

  مصر اليوم -

المجتمع المبادر

بقلم : عمرو الشوبكي

فى وقت الأزمات والمحن تتزايد أهمية التبرعات ويتزايد الدور المطلوب من الدولة ورجال الأعمال والشركات الكبرى فى دعم الفئات الأضعف فى المجتمع، هذا أمر لا خلاف عليه، بل إن مبدأ التبرع فى حد ذاته أمر حميد ومطلوب، حتى فى الظروف الطبيعية سواء كان بدافع الزكاة أو المساعدة أو التضامن الاجتماعى والأخلاقى.

وفى هذا الإطار لعب صندوق تحيا مصر دورًا مهمًا فى جمع تبرعات من كثير من رجال الأعمال أسهمت فى تقديم خدمات ومساعدات كثيرة استفادت منها قطاعات كثيرة، وكذلك فعلت مؤسسات مثل مصر الخير ورسالة وبنك الطعام وغيرها من المؤسسات العملاقة، التى عرفت نشاطا واسعا وميزانيات كبيرة استفاد منها كثيرون.

ولأن العالم كله لا يسير بمنطق إما هذا أو ذاك، فإن دور المؤسسات والصناديق الكبرى سواء التابعة للدولة أو لجمعيات أهلية سيظل مطلوبا، خاصة أن الأولى- كصندوق تحيا مصر- لديها قدرة أسرع من غيرها على الإنجاز والتحرك السريع بدون قيود روتينية، وهو أمر مطلوب فى أحيان كثيرة، خاصة حين تصبح سرعة التحرك مرادفة لإنقاذ أرواح بشر أو مد يد العون لأشخاص بلا مأوى ويحتاجون لتحركات عاجلة، وغيرها من الأمور المشابهة.

سيظل هناك احتياج بجوار هذه المؤسسات الكبرى لأخرى صغرى ومتناهية الصغر يؤسسها «المجتمع المبادر» فى كل مدينة وقرية وحى، بحيث تنشأ آلاف «تحيا مصر» يبادر بها الأفراد وتدعمها الدولة ليس بالمال ولا الأوامر، إنما بوضع بيئة آمنة لتحركها وقواعد قانونية تنظم عملها، وتعتمد بشكل أساسى على المبادرات الأهلية التى تجعل كل مجموعة تشعر بأنها صاحبة المشروع فيتضاعف جهدها وعطاؤها.

يقينًا أزمة كورونا أظهرت أن المجتمع المصرى لايزال مكبلا بعشرات القيود التى جعلت مبادراته الأهلية أقل بكثير من مجتمعات عربية أخرى، مثل لبنان والمغرب وتونس، فالعمل الأهلى يعنى أن هناك آلاف الكوادر التى هى بنت بيئتها المحلية، وتمويلها محلى، تمارس عن قناعة أنشطة تطوعية فى كل ربوع البلاد.

وإذا كانت هناك شكوى من نقص وعى الناس، فإن هذا لا يرجع إلى أسباب وراثية فى جينات المصريين، إنما هى أمور مكتسبة نتيجة ضعف العمل الأهلى أو النقابى أو الحزبى، والقيود المفروضة على المجتمع المبادر.

صحيح أن التبرع مطلوب، حتى لو شابه فى بعض الأحيان بعض الشوائب، مثل تبرعات توزيع الكراتين أثناء الانتخابات والاستفتاءات وليس فقط فى المواسم الدينية، إلا أن ذلك لا يلغى صحة الفكرة وأهميتها.

أزمة كورونا كشفت ضعف أدوات المجتمع وعزلته وتقوقع أفراده حول أنفسهم، وإحساس الكثيرين بأنهم يبادرون فى عمل أهلى صغير يرون ثماره أمام أعينهم سيعنى أن المجتمع بدأ يسير على قدمين: قدم المبادرات الكبرى التى ترعاها الدولة، وقدم مبادرات المجتمع التى تنظمها الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع المبادر المجتمع المبادر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon