توقيت القاهرة المحلي 09:46:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة بلا جمهور

  مصر اليوم -

قمة بلا جمهور

بقلم: عمرو الشوبكي

انتهت القمة الكروية بين الزمالك والأهلى أمس الأول بتعادل كلا الفريقين بدون أهداف فى مباراة متوسطة المستوى، غاب عنها كما هى العادة جمهور الكرة، فى مشهد لم تعرفه مصر، ولا ربما أى بلد آخر فى العالم، أن يُمنع جمهور اللعبة الشعبية الأولى من حضور المباريات.

صحيح أن الاتحادات الدولية أحيانا ما عاقبت أندية ودولًا بمنع الجمهور من حضور بعض المباريات، وهو ما تراجع أمام شدة الغرامات المالية على المخالفين سواء كانوا دولة أو أندية، لكنها المرة الأولى بأن يعاقب جمهور الكرة بعدم حضور المباريات لدواع أمنية لا يمكن قبولها أو تبريرها.

اللافت أن دكة الاحتياطى فى مباراة الزمالك والأهلى كتب عليها جملة لم تؤثر فى المسؤولين فى مصر، وتقول «جمهور الكرة حياتنا» ومع ذلك ظلت «حياة الكرة» مغيبة بفعل فاعل عن الملاعب المصرية.

صحيح أن جمهور الرياضة ليس دائماً على صواب، وصحيح أيضا أنه لا يوجد جمهور مثالى مثلما لا يوجد أيضا شعب مثالى، فهناك دائما أشخاص سيئون وخارجون عن القانون حتى لو كانوا أقلية، فى مقابل غالبية على الفطرة السليمة ويحتاجون فقط لدولة قانون عادلة تنظمهم وتحاسب الخارجين عن القانون منهم، لا أن تقصيهم أو تتهمهم جميعا طول الوقت بأنهم متجاوزون وتحرمهم من مشاهدة مباريات الكرة قبل أشهر قليلة من انطلاق بطولة أفريقيا فى مصر.

مأساة جماهير الكرة أنها ابتليت بنماذج محصنة وسيئة فى الإدارة وفى الأخلاق، ومع ذلك لم يحاسبها أحد، وظل هناك أحكام قضائية أهدرت ولم تنفذ لأن البلطجة كانت أقوى من دولة القانون، فى حين منعت الجماهير وعوقبت جميعها، لأن هناك قلة قليلة متجاوزة ومسيئة.

جمهور الأهلى والزمالك فى غالبيته الكبيرة عظيم ووفىّ، صحيح هناك قلة قليلة تصر على أن تصفى حساباتها بالسباب والشتائم، ومع ذلك ظلت هناك مشاهد تحضر ووفاء كثير، أبرزها هتاف جمهور الناديين فى الدقيقتين 20 و74 لشهداء الرياضة فى بورسعيد ودار الدفاع الجوى وغيرهما، وردوا بحسم ونبل على من تصوروا أنه يمكن لدمائهم أن تكون محل مساومة، وأن تباع أو تشترى حتى لو كان هناك حكم قضائى عادل بالقصاص، ولايزال جمهور الكرة فى مصر يتذكر هتافات جمهور الزمالك فى مباراة السوبر المصرى السعودى المؤيدة لحازم إمام «ابن الأصول» وأحد أكثر رموز النادى احتراما وشعبية ردا على إلغاء عضويته من النادى.

سيظل غياب جمهور الكرة عن ملاعب الكرة أحد أبرز أزمات وضعنا العام فى مصر وليس فقط الكروى، فاستسهال إقصاء الناس تحت حجج ودوافع مختلفة، أمنية وغير أمنية، أمر يجب مراجعته جذريا، لأن أى نجاح رياضى أو غير رياضى لن يتحقق إلا بحضور الجماهير ومشاركتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة بلا جمهور قمة بلا جمهور



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon