توقيت القاهرة المحلي 20:00:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. أفلا تعقلون؟!

  مصر اليوم -

 أفلا تعقلون

بقلم : عمرو الشوبكي

لا أعرف سبباً منطقياً واحداً يدفع بعضنا إلى التعامل مع الحوادث الإرهابية بهذا الشكل من غياب المهنية والمعلومة الصحيحة وتغييب أى نقاش حول جوانب التقصير والثغرات، لصالح هتافات وشعارات رتيبة تضرُّ أكثر مما تفيد، وإصرار على نظرية التكرار الذى «طفّش الشطار»، ودفع ملايين المصريين إلى مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الصحفية المستقلة داخل مصر وخارجها.

مع كل جريمة إرهابية تتكرَّر نفس الشعارات ونفس الإدانات ونفس خطاب الثأر والانتقام من الإرهابيين، ويعيد نفس الأشخاص ونفس المؤسسات نفس الكلام، مع تغيُّر وحيد هو: أسماء الشهداء والضحايا والأماكن.

والمؤكد أنه حين يكون ضحايا العملية الإرهابية المؤلمة 305 شهداء، ويكون عدد ضحايا كل العمليات الإرهابية فى 2016 هو 291 شهيداً، نصبح أمام كارثة قومية حقيقية لا يكفيها التعويض المادى على أهميته، ولا الحداد الرسمى على ضرورته، إنما تساؤلات حقيقية حول حصيلة معركتنا ضد الإرهاب، ولماذا يتصاعد ويتوحَّش ولا يتراجع.

ولعل السؤال الأول: كيف تحرَّك 30 إرهابياً مجرماً بهذه السهولة على عربات دفع رباعى ودخلوا قرية آمنة ونفَّذوا عملياتهم الدنيئة ثم هربوا دون أن يرصدهم أو يشتبك معهم مرتكز أمنى واحد؟! ولماذا- وبشكل متكرر- تدكُّ قواتنا مواقع الإرهابيين ومعداتهم وتعلن قتل عدد منهم عقب كل عملية إرهابية وليس قبلها؟!، لماذا لا نستهدفهم قبل الجريمة مادمنا ننجح فى رصد أماكن اختبائهم؟!

سيقول قائل: أنتم تنظرون من وراء مكاتبكم وتتحدثون عن التقصير فى وقت يدفع فيه رجال الجيش والشرطة الثمن من دمائهم. والحقيقة أن القضية ليس لها علاقة بتضحيات رجال الجيش والشرطة، فهى مؤكَّدة وكبيرة، إنما فى الشفافية الغائبة والخطاب الإعلامى الموجَّه الذى يؤكِّد فقط أن التنمية والإنجازات الاقتصادية مستمرة رغم الإرهاب، أو أن المؤامرة الدولية هى سبب الإرهاب، وأن المخابرات التركية والقطرية هى التى تقف وراءه، فى حين أن المطلوب هو الحديث عن الصعوبات التى جعلتنا نخسر معركتنا ضد الإرهاب ونعجز عن محاصرته وتحجيم جرائمه حتى صارت مصر من أكثر بلدان المنطقة تعرضاً لعمليات إرهابية.

العملية الأخيرة تقول إن سهولة تحرُّك القتلة المجرمين تعنى عدم وجود سيطرة أمنية داخل المدن السيناوية وخارجها ولأسباب يجب أن يعرفها الشعب، ويتم تحديد الواقع الحقيقى فى سيناء، وحجم التحدى، ومخاطر انزلاقها نحو اقتتال أهلى، وأن القول إن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة خداع للنفس.. أفلا تعقلون؟!.

علينا أن نُقرَّ بأن حربنا ضد الإرهاب شاقة وليست سهلة، وأن الكلام المُعلَّب والمكرَّر والمبالغات لن تنقذنا، والبحث عن شماعة جاهزة لتفسير ما جرى يضر بالدولة والشعب معاً، فالحديث عن أن الأزهر مسؤول عن إرهاب جماعات وخلايا خرجت حتى عن التفسيرات المتطرفة للنصوص الدينية أمرٌ لن يساعدنا على مواجهة الإرهاب، والبحث فى أسبابه الاجتماعية والسياسية التى جعلت له بيئات حاضنة فى سيناء هو الطريق الصحيح لمواجهة الإرهاب.

مصر التى هُزمت فى 67 هى التى كذبت على الناس ولم تقل لهم الحقائق، ومصر المنتصرة فى 73 هى التى بدأت باعتراف عبدالناصر بمسؤوليته عن الهزيمة، ومحاسبة المقصِّرين، وطرح الحقائق على الشعب من خلال إعلام شفاف منذ عام 68 حتى نصر 73.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 أفلا تعقلون  أفلا تعقلون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon