توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاهتمام بخاشقجى

  مصر اليوم -

الاهتمام بخاشقجى

بقلم - عمرو الشوبكي

تعجب البعض من الاهتمام العالمى بجريمة مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى فى قنصلية بلاده، وتساءل البعض الآخر عن مغزى هذا الاهتمام وأرجعه لنظرية المؤامرة الكونية على العرب والسعودية، أو لازدواجية معايير الغرب الذى تجاهل جرائم أكثر قسوة فى فلسطين وسوريا والعراق واليمن ومسك فى قضية خاشقجى.

والحقيقة أن هذا الكلام يعكس نظرة شديدة السطحية (إذا افترضنا استقلالية وحسن نية قائله)، فالإعلام والصحافة العالمية اهتمت بجريمة قتل خاشقجى لأنها أولا نوع من الجرائم اختفى تقريبا من العالم الديمقراطى ونصف الديمقراطى وغير الديمقراطى، ونحتاج أن نعود بالتاريخ لقرن حتى نجد حوادث مشابهة فى فجاجتها وغشمها، وثانيا أن جمال خاشقجى يعمل فى صحيفة أمريكية (الواشنطن بوست) وهنا انتقل من حالة الكاتب السعودى المحلى إلى الكاتب العالمى الذى ينال حصانة عالمية واهتماما دوليا.

وعلينا أن نتذكر كيف اهتمت الإدارة الأمريكية بآية حجازى الأمريكية ذات الأصول المصرية واستقبلها ترامب فى البيت الأبيض، ولم يهتم بنفس الدرجة بمحبوسين آخرين لأنه ببساطة انحاز لمن هم محسوبون علية سياسيا وثقافيا، وليس بمنطق العمالة كما يروج البعض.

خاشقجى جزء من الحالة الغربية الأمريكية، درس الصحافة فى أمريكا يتكلم الإنجليزية بطلاقة لديه إقامة دائمة فى أمريكا ويعمل فى إحدى كبرى صحفها، ولو كان بروفايل جمال خاشقجى تكرر مع س أو ص، X أو Z، لفعلت الصحافة الأمريكية نفس رد الفعل الذى فعلته مع الصحفى الراحل، بعيدا عن التفسيرات التآمرية.

أما مسألة إقحام السكوت الأمريكى على جرائم أخرى وازدواجية المعايير فى مسألة مقتل خاشقجى، والتعامل معه كأنه اكتشاف نادر يعكس خللا كبيرا فى طريقة التفكير، نعم الغرب لديه ازدواج فى المعايير وهو أمر متكرر خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والانحياز الأمريكى الفج لجرائم الاحتلال الإسرائيلى، ولكن المؤسف أيضا أن الأمر لم يعد فقط ازدواجا فى المعايير إنما أصبح يرى مع توجهات ترامب (الذى يؤيده البعض بشدة فى العالم العربى) أننا دول وشعوب فاشلة وغير مؤهلة للديمقراطية (يقول بعضنا هذا الكلام) وأن ما جرى فى سوريا والعراق واليمن وليبيا لا يخص أمريكا ولن تهتم به إنما ستحرص فقط على عدم تدفق اللاجئين ومحاربة الإرهاب، أما ماعدا ذلك من نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان فلم تعد من أولويات أمريكا ولا تيار واسع فى الغرب.

كيف نطالب أمريكا أن تتضامن معنا فى قضايا لم نتضامن نحن فيها مع أنفسنا فنحن نتفرج على ضحايانا وهم بمئات الآلاف فى سوريا والعراق وليبيا وفلسطين، ونطالب الغرب بأن يتضامن نيابة عنا ويستخسر بعضنا أن تدافع الصحافة الحرة (نسبيا) عن رجل عمل معهم وقتل فى قنصلية بلادة بشكل بشع!!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاهتمام بخاشقجى الاهتمام بخاشقجى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon