توقيت القاهرة المحلي 06:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضحايا بلا سند

  مصر اليوم -

ضحايا بلا سند

بقلم - عمرو الشوبكي

فتحت العملية الإرهابية التى استهدفت حافلة سياحية قرب الهرم جراح الإرهاب وضحاياه وأثارت مخاوف كثيرة حول إمكانية أن تؤثر هذه العملية على موسم السياحة الذى بدأ يتعافى مرة أخرى فى مصر.

ضحايا هذه العملية ثلاثة سياح فيتناميين وشاب مصرى، هو إبراهيم حسين إبراهيم، أب لطفلين، ويعمل بالقطعة، «غير معين»، مرشداً سياحياً، بما يعنى أنه ليس له معاش، وعلى الأرجح لم يكن له راتب ثابت أيضاً.

وأثارت العملية الإرهابية الأخيرة كما هى العادة ردود أفعال كارثية على طريقة «عملها عيِّل هايف»، و«الحمد لله أن الأتوبيس لم يكن به سياح أمريكيون وأوروبيون»، وبين بعض ردود الفعل العاقلة أغلب كلام رئيس الوزراء وقلة من التقارير الصحفية، منها ما كتبه الزميل محمد خيال، معتبراً العملية تمثل «تكتيك حسم وأهداف داعش».

والمؤكد أن رحلة مصر مع القنابل البدائية مثلما جرى فى عملية الهرم تعود إلى المجموعات المرتبطة بالإخوان، وآخرها حركة حسم الإرهابية أو خلايا منفردة تظهر فجأة، فى حين أن العمليات التى شهدت استخداماً لعبوات ناسفة وقنابل متطورة كانت فى المجمل من ترتيب داعش.

والفارق بين الاثنين أن المكون العقائدى الدينى الذى يعتمد بشكل أساسى على تفسيرات دينية منحرفة هو عامل أكثر حضوراً فى داعش، فهو يكفر النظام القائم وأجهزته، ومعهم المسيحيون وقطاع واسع من المسلمين، أما ما تفعله «حسم» ومعها مجموعات ثأر وانتقام من الخلايا المنفردة التى تظهر فجأة، وهى ذات إمكانات تسليحية محدودة وخبرات قتالية أيضاً أقرب للهواة، فهى لا تنطلق من قضية عقائدية دينية كبرى، ولا تعنيها قضية تكفير النظام من عدمه، إنما هى تنتقم منه لأسباب سياسية.

أما ضحايا هذه العمليات من المصريين فهم كثر، وآخرهم هذا المرشد السياحى المصرى، الذى شاهدنا صوره وكيف كان يقوم بالترويج للسياحة فى مصر، التى هى مصدر رزقه عبر صور أخذها لمناطق أثرية، ويشجع النادى الأهلى، كما أنه مصرى طبيعى يضع صور عيد الميلاد ليهنئ المسيحيين بعيدهم.

والحقيقة أن هناك مئات، وربما آلاف الحالات المنسية من ضحايا الإرهاب، مثل «إبراهيم»، هم فى الحقيقة «على باب الله»، وفقدوا حياتهم بفعل الإرهاب الأسود، ويعولون أسراً وأطفالاً، ولم تقم الدولة ولا المجتمع بواجبهما نحوهم.

علينا أن نواجه كل صور الإرهاب ودوافعه بالإجراءات السياسية والاقتصادية والأمنية، ونقول للمرة الألف: علينا أن نميز بين البيئة الحاضنة التى تفرز الإرهاب وبين عناصر التنظيمات الإرهابية، وعلى الجميع أن يدعموا ويضمدوا جراح ضحايا الإرهاب المنسيين، فهم كثر، وآخرهم هذا الشاب، إبراهيم حسين.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحايا بلا سند ضحايا بلا سند



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon