توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية للشعب السوداني

  مصر اليوم -

تحية للشعب السوداني

بقلم: عمرو الشوبكي

دلت مظاهرات الأحد، التى جرت فى عدة مدن سودانية، على أن الشعب السودانى من أكثر الشعوب العربية إيمانا بالدولة المدنية الديمقراطية، وأن المطالبة بالعيش بكرامة لا تتطلب بالضرورة وضعا اقتصاديا مميزا ولا تعليما رفيعا ولا مستوى اجتماعيا مرتفعا، فهى كلها عوامل قد تساعد على الإيمان بالدولة المدنية، لكنها لا تعنى بالضرورة الاستعداد لدفع ثمنها واستحقاقاتها.

يقينا انتفاضة الشعب السودانى التى أسقطت البشير عادت مرة أخرى للشارع من أجل الضغط على المجلس العسكرى فى يوم 30 يونيو ذكرى انقلاب البشير الذى أسس لنظام حكم إخوانى استبدادى جثم على الشعب السودانى 30 عاما.

مشاهد المشاركين فى مظاهرات الإثنين من بسطاء الشعب السودانى تقول إنهم ليسوا فى مجتمع وفرة إنما فى مجتمع أزمة، وهم بالتأكيد لا يشبهون فقراء فرنسا من أصحاب السترات الصفراء، ومع ذلك نزلوا بكثافة دفاعا عما يؤمنون به من قيم ديمقراطية وطالبوا المجلس العسكرى بضرورة تسليم السلطة للمدنيين.

ورغم نجاح تظاهرات الأحد إلا أن السؤال أو المعضلة السودانية لن تحل فقط بالاعتماد على ضغط الشارع لأنه يبقى وسيلة وليس هدفا، لأن الهدف هو بناء بديل سياسى للنظام القديم، ولو ظل هذا البديل مجرد صوت احتجاجى وتظاهرات يومية، فإن الوضع سيزداد هشاشة وضعفا وسيضع البلاد فى فوضى قد تسقطها فى مواجهات أهلية أو فى جعبة الأكثر تنظيما وقوة أى المؤسسة العسكرية.

ستبقى مشكلة تجارب الانتفاضات العربية فى تلك النظرية الخاطئة التى ترفع طول الوقت شعار «إسقاط كل أركان النظام القديم» وتتصور أن تفكيك القديم وبناء الجديد يمكن أن يحدث فقط عبر الصوت الاحتجاجى، فى حين أو وجود بعض مكونات النظام القديم كما حالة المجلس العسكرى فى السودان والتفاوض معه والضغط علية وتحقيق مكاسب تدريجية أفضل مائة مرة وأكثر أمنا للجميع من إسقاطه ودخول البلاد فى فوضى عارمة.

الثقافة المدنية للشعب السودانى مبهرة وملهمة وإصراره على مدنية الدولة أمر يستحق التحية والإشادة، لكنه يحتاج، فى نفس الوقت، إلى وجود نخبة سياسية تقبل بحلول يكون فيها حضور المجلس العسكرى أكبر مما تريد، وعن طريق بناء الثقة المتبادلة التى تسمح ببناء حياة سياسية وأحزاب قوية تبدأ القوى المدنية فى توسيع مساحتها، لأنها ستصبح فى هذه الحالة مساحة جدارة واستحقاق وليست مساحة احتجاج وضغط وفرض شروط، عادة ما يقلبها المجلس العسكرى مضطرا وحين تفشل القوى المدنية فى الحكم وفى الإدارة يعود بشروط أكثر قوة.

فرصة الشعب السودانى فى بناء دولة قانون مدنية مازالت قائمة، وذلك بالبحث عن الرجل أو المشروع الجسر (وليس التمثيل المتساوى فى المجلس السيادى)، الذى ينقل البلاد من واقع الانقسام الحالى إلى شراكة بين الجيش السودانى والمجتمع المدنى والسياسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للشعب السوداني تحية للشعب السوداني



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon