توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نحن؟

  مصر اليوم -

لماذا نحن

بقلم - عمرو الشوبكي

لماذا نحن دون غيرنا عندنا هذا الكم من الخطاب المُغيَّب والكلام الذى يهين العقل ويقضى على الفطرة الإنسانية؟ لماذا نحن دون غيرنا لا نستطيع أن نناقش قضية دون الدخول فى ألف قضية فرعية لا علاقة لها بجوهر الموضوع المُثار؟

هل نتذكر كيف يرد البعض على رفضك منع المسيحيين من الصلاة فى المنيا والاعتداء عليهم؟ فستجد الرد عند البعض: وماذا فعلتم لمسلمى الروهينجا الين هُجِّروا من ديارهم وصاروا لاجئين؟ وهل نتذكر كيف تعامل البعض مع قضايا الإرهاب وكيف حاول الدواعش وحلفاؤهم أن يبرروا قتل الجنود والمدنيين والمسيحيين والشيعة وكل مَن يخالفونهم تحت حجة أنهم عملاء «النظم الطاغوتية»، وهل نسينا كيف خلط بعض المؤيدين بين الدعم العاقل لأى نظام وبين التطبيل والفُجر فى الخصومة وفبركة الأكاذيب الرخيصة حتى يبدو المجتمع ونخبته غير مؤهلين للمشاركة فى الحكم لأن فيهم كل العِبَر؟

وقد أصبح لكل مُهلِّل مفردات خاصة ألغت عقله وقضت على إنسانيته، وغابت لدى الكثيرين المشاعر الإنسانية الفطرية التى تعودنا عليها طوال الوقت فى بلادنا نتيجة أسباب ثقافية وتعليمية وإعلامية.

هل وقع نظرك على كلام هؤلاء الذين يعتبرون الحملة الإعلامية ضد قتل الصحفى السعودى، جمال خاشقجى، مؤامرة دولية ضد السعودية، وكأن هذه الحملة هى التى قتلت الرجل؟ صحيح أن خبرتنا مع الغرب تقول إنه كثيراً ما يوظف أحداثاً بعينها أو انتهاكات تجرى عندنا لصالح أجندته السياسية، ولكن هذا لا يلغى وجود جوهر الموضوع، أى الحدث أو الخطأ أو الجريمة.

إن جوهر قضية «خاشقجى» هو فى اختفائه أولاً، ثم إعلان موته ثانياً، وليس موقفنا من سياسات أمريكا أو تركيا، أما عندنا فقد ترك بعضنا الموضوع الأصلى، «وهو موت إنسان»، وتمسك بكل توافه وهوامش الأمور، فنسمع فجأة كلاماً عن صمت أمريكا، «مثل العرب والعالم»، على جرائم إسرائيل فى فلسطين ومناطق أخرى، ونستمع لقصص عن جرائم أمريكا فى فيتنام والعراق، ولا أفهم لماذا عندنا لا نجد تضامناً ضميرياً وإنسانياً فطرياً مع صحفى اعترفت حكومته بأنه قُتل فى قنصليته، «دار الأمان»، مثلما فعلت كل صحف العالم؟

صادم أن يقول رئيس أكبر وأقدم جامعة عربية إنه متضامن مع السعودية فى تحقيق جنائى حول موت صحفى فى قنصلية بلده!، أو أن يصف وكيل البرلمان ما جرى له بأن «مخطط قطر سيفشل وستبقى السعودية شامخة»!، نعم سأتضامن مع السعودية ضد الإرهاب، وسأتضامن مع السعودية لو اعتدت عليها إيران، وسأتضامن معها فى مواجهة أى تهديد لكيانها الوطنى ودولتها، لأن التضامن الحقيقى معها سيكون بالعدل وجلاء الحقيقة كاملة وغير منقوصة، وهذا فى حد ذاته أكبر تضامن مع الشعب السعودى ومع الإنسانية، لا ترديد نظرية المؤامرة لإخفاء جريمة بشعة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نحن لماذا نحن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon