توقيت القاهرة المحلي 15:56:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحلى والعالمى

  مصر اليوم -

المحلى والعالمى

عمرو الشوبكي

تلقيت العديد من التعليقات على مقال «الدولة أم المجتمع الفاشل؟»، لعل من أهمها ما جاء من مينا منير، الباحث المصرى الشاب، والمعيد بجامعة لندن فى قسم التاريخ ودراسات الأديان، وجاء فيها:

عزيزى الدكتور الشوبكى، قرأت مقالكم الأخير، وقد ارتأى لى أنكم وضعتم يدكم على أخطر موضوع مسكوت عنه، وأنه هو الداء والدواء لحالنا: فهو مكمن الخطأ بنظرة شاملة تتجاوز الآنية إلى رؤية أوسع لحال البلد، ولا أعرف صراحةً إجابة على عنوان المقال. أتذكر أنى كنت مع زملاء فى مؤتمر فى جامعة هامبورج، وكنا نتناقش فى هذه المسألة، حيث كان الجو حينها مليئا بالتجهم واليأس بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين بالبرلمان والرئاسة. قال لى الألمان إن طريقة تفكير الشعب الألمانى جلبت عليهم الدمار فى الحرب العالمية الثانية، ولكنهم كانوا محظوظين لوجود من تلقفهم وغيّر طريقة تفكيرهم (دول الحلفاء التى اهتمت ببرامج انتزاع النازية وتغيير طريقة التفكير المدمرة فى تراث الألمان حينها). وبدا لى الأمر حينها أن الحل لمأساة مصر يكون من خارجها، لا من خلال الاحتلال لا سمح الله، ولكن من خلال الانفتاح على العالم بشكل صحى خالٍ من غرور فكرة (إحنا حضارة الـ7000 سنة والأديان... إلخ)، وتقبل إمكانية التعلم من الخارج.. وأقصد هنا بالتعلم من التجارب الإنسانية وليس فقط الأمور التكنولوجية والهندسة والطب... إلخ.

ويبدو لى أن مكمن الصعوبة فى الوضع المصرى هو الانغلاق الثقافى والحضارى الناتج عن ثوابت تعطينا كمجتمع ثقة غير مبررة فى سلة القيم والمبادئ التى تشكل وعينا. هذا الانغلاق تنتج عنه الحالة التى وصفتها حضرتك فى مقالك المهم، وهى الدائرة المفرغة بين المجتمع والدولة: أيهما السبب فى تدهور الثانى؟ الحقيقة أن كليهما يغذى الآخر وهكذا، فى رأيى، أن أزمة مصر تكمن فى أن نخبتها لا ترى ما هو أبعد مما يراه المواطن العادى فى مسألة ما يجب مراجعته. الجميع خاضع لما يُسمى الثوابت، وأن السيناريوهات المتاحة هى إما الصدام مع الثوابت أو الخضوع لها فى صورها المتكلسة. بالإضافة إلى ذلك فإنه ليست لدينا مؤسسات يمكن أن تواجه أصعب الأسئلة.

مصر هى الدولة التى يتمنى كل أفراد شعبها أن يدخلوا كليات الطب والهندسة وأن العقلية الجمعية فى مصر لا تكن تقديراً للعلوم الإنسانية. ولذلك فإن التأخر فى تلك العلوم يتجاوز كثيراً التأخر فى مجال علوم الطبيعة. إذاً مع فقدان الجامعة دورها فى الدفع إلى الأمام، ومع قصر نظر النخبة يبدو لى أن الدولة تلقائياً لن تستطيع أن تقوم بشىء.

إذاً كسر تلك الحلقة يجب، فى رأيى، أن يكون بالانفتاح على الخارج.

إذا استطاع المصريون على الأقل إعادة اكتشاف فكرة الإنسانية المشتركة مع العالم، ستكون فكرة الانفتاح على تجارب الشعوب الأخرى وقيمها وأفكارها أكثر قبولاً. من الأشياء التى ألاحظها فى أحاديث رجال الدين مثلاً تعبير «الأخوة فى الإنسانية» عند الحديث عن الآخر، سواء كان من طائفة أو ديانة مختلفة. هذا التعبير فعلياً يتم تفريغه من محتواه ويستخدمونه على سبيل «الكياسة» أو إضفاء صبغة تحض على الخلاف والانقسام الشديد. فإن سألت أحدهم ماذا تعنى بالأخوة الإنسانية وما هى طبيعة ممارستها؟ لن تجد على الأرجح تعريفاً لذلك.

إن كل تجربة فريدة فى خصوصيتها، إلا أن القاعدة الإنسانية المشتركة بإرثها التاريخى الحافل بالنجاح والإخفاق هى ما يجب أن نلجأ إليه إذا أردنا أن نجد مادة يمكن أن نستلهمها من أجل إيجاد حلول جذرية لمشاكلنا.

ويمكن فى مرات قادمة أن أستفيض فى ذكر أمثلة على جرأة شعوب فى طرح أسئلة حول هويتها وما الخطأ الذى وقعت فيه وكيف أعادت قراءة نفسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحلى والعالمى المحلى والعالمى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon