توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعونة الأمريكية

  مصر اليوم -

المعونة الأمريكية

بقلم : عمرو الشوبكي

حديث المعونة الأمريكية لمصر حديث دائم لا يتوقف، فقد بدأ تاريخيا فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حين أعلن بشكل علنى رفضه للمعونة الأمريكية (وليس الإعلام أو مؤيديه)، وكان الرجل متسقا مع نفسه ومع مشروعه السياسى فهو بطل تحرر وطنى، يحارب الاستعمار، ولم يدع إنه زعيم ليبرالى، ولذا رفض بشموخ المعونة الأمريكية.

وتغير الأمر عقب اتفاقية كامب دافيد وتحالف مصر مع أمريكا، وأصبحت المعونة جزءا من العلاقة «الاستراتيجية» بين البلدين، وخاصة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فكثيرا ما لوحت الإدارة الأمريكية بوقف المعونة نتيجة سوء سجل مصر فى حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية وكثيرا ما ردت مصر على الإدارة الأمريكية واتهمتها بتسييس قضية حقوق الإنسان وأنها توظفها لأغراض سياسية، دون أن تتخذ قرارا بالاستغناء عنها.

وقد التزمت الإدارة الأمريكية منذ توقيع الرئيس السادات على اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 على تقديم معونة اقتصادية وعسكرية لمصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية، وهى تمثل 57% من إجمالى ما تحصل عليه مصر من معونات دولية، رغم أنها لا تتجاوز 2% من إجمالى الدخل القومى المصرى.

وقد أعلنت أمريكا مؤخرا وقف 95 مليون دولار بجانب تجميد 195 مليون دولار أخرى لمصر نتيجة ما سمته سوء سجلها فى مجال حقوق الإنسان والديمقراطية، بجانب تقرير نشرته صحيفة الواشنطن بوست يفيد بأن مصر لديها علاقات بكوريا الشمالية.

والحقيقة أن مصر منذ عهد مبارك وحتى الآن لم تدخل فى أى تحالف دولى أو إقليمى معارض لأمريكا مثلما تفعل إيران، ولم تكن دولة ممانعة للسياسات الأمريكية، بل حرصت على نيل دعمها فى المحافل الدولية للحصول على قروض من البنك الدولى واستثمارات جديدة.

والصادم أن جانبا من الإعلام الرسمى هلل لوصول ترامب للسلطة وأفردوا صفحات للحديث عن الكيمياء التى تفاعلت بينه وبين الرئيس السيسى (راجع مقالنا لا تفرحوا بترامب) فى مشهد بائس عكس حجم التسطيح الذى أصاب أى نقاش جدى فى هذا البلد.

والحقيقة أن خلفية ترامب كتاجر وانتماءه لتيار سياسى متطرف جعلاه غير مقتنع من الأصل بفكرة تقديم المنح والمساعدات لأى دولة فى العالم دون مقابل، هكذا فعل مع الناتو ومع جارته الفقيرة المكسيك.

فقد تصور البعض بجهل نادر أن ترامب حين أعلن أن معركته الأولى هى الحرب على الإرهاب ولم يشر لقضايا حقوق الإنسان أنه سيغدق علينا الأموال والمساعدات وتناسى أن شعار «أمريكا أولا» الذى رفعه يجعله «يستخسر» دفع دولار واحد خارج أمريكا (وما بالنا ببلد عربى مثل مصر) دون خدمات مباشرة وصريحة.

صحيح أن وزارة الخارجية ودوائر كثيرة فى أمريكا تهتم بملف الديمقراطية، ولو من باب أنها مصدر استقرار لدول المنطقة، وحين قدمت هذه الجهات تقاريرها السلبية حول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان فى مصر وجدنا «حليفنا الوهمى» ترامب لا يتردد فى وقف مبلغ كبير من المساعدات الأمريكية وهو ما لم تفعله أى إدارة سابقة. فهل سنكون أكثر جدية وأقل تطبيلا فى تعاملنا مع القوى الكبرى؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعونة الأمريكية المعونة الأمريكية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon