توقيت القاهرة المحلي 06:18:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة والانتخابات الفرنسية

  مصر اليوم -

غزة والانتخابات الفرنسية

بقلم - عمرو الشوبكي

إجمالًا يمكن القول إن تأثير القضايا الخارجية على أى انتخابات داخلية يظل أمرًا محدودًا، إلا إذا كان له تأثير مباشر على الأوضاع الداخلية، بأن يكون البلد نفسه متورطًا فى حرب خارجية أو اتخذ موقفًا خارجيًّا ترتبت عليه تأثيرات عميقة فى الداخل، وهو بالطبع ليس الحال فيما يتعلق بحرب غزة، التى بلا شك كان لها حضور فى برامج الأحزاب وتوجهاتها السياسية، ولكن لم يمثل الموقف منها الأساس الذى سيصوت على ضوئه الناس لهذا الحزب أو ذاك.

ومع ذلك لم تستطع الأحزاب السياسية الفرنسية أن تغمض أعينها عما يجرى فى غزة أو تتجاهل أن يكون لها موقف من أطراف الصراع، وتحديدًا من إسرائيل وحماس.

ويمكن القول إجمالًا إن كل الأحزاب السياسية فى فرنسا من أقصى اليمين، مرورًا بيمين الوسط، وانتهاء باليسار الاشتراكى، أدانت عملية 7 أكتوبر، وصنفت حركة حماس كحركة إرهابية، باستثناء حزب فرنسا الأبية، (أقصى اليسار)، الذى وإن أدان العملية على اعتبار أن جانبًا من ضحاياها من المدنيين، لكنه تحدث عن أسبابها ودوافعها أكثر من حديثه عن العملية نفسها، وكيف أن الاحتلال والقهر الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى هو السبب وراء القيام بهذه النوعية من العمليات.

وقد أثار هذا التصنيف انقسامًا فى أوساط اليسار الفرنسى، وكاد يعرقل التحالف الذى قام بين أحزابه وحمل اسم الجبهة الشعبية الجديدة، خاصة أن حزب فرنسا الأَبِيّة يرفض اعتبار حماس «منظمة إرهابية» كما تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وأن هذا الخلاف أدى إلى انفراط عقد التحالف اليسارى الذى قاده الحزب فى البرلمان السابق.

وقد نصت معظم برامج الأحزاب السياسية على ضرورة وقف الحرب فى غزة، وطالبت بقيام دولة فلسطينية مستقلة، وكان هذا التوجه أوضح فى برنامج الجبهة الشعبية، التى طالبت بـ«الاعتراف فورًا بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل على أساس قرارات الأمم المتحدة»، وأضافت نقطة أخرى تميزت بها، وهى المطالبة بضرورة «فرض حظر على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل».

والمؤكد أن الموقف الداعم للقضية الفلسطينية، والذى تبناه حزب فرنسا الأبية، سيتراجع قليلًا بعد أن حل الحزب فى المرتبة الثانية بين قوى اليسار عقب الحزب الاشتراكى، الذى قفز من 4 إلى 14%، والمعروف بأنه داعم بشكل غير مطلق لإسرائيل، وأن مواقفه من القضية الفلسطينية يستقيها أساسًا من خط حزب العمل فى تل أبيب.

يمكن القول إن الحزب الوحيد الذى يغرد خارج سرب القراءة الغربية التقليدية للقضية الفلسطينية، وتضم بدرجات متفاوتة معظم الأحزاب السياسية، هو حزب فرنسا الأبية، صحيح أن بعض تصريحات زعيمه كانت محل جدل، وبعضها اتسم بعدم الواقعية، إلا أن تراجع الحزب فى الانتخابات الأخيرة فسره البعض بأنه يدفع ثمن دعمه المطلق لفلسطين وإدانته القوية للحرب فى غزة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة والانتخابات الفرنسية غزة والانتخابات الفرنسية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon