توقيت القاهرة المحلي 17:03:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وبدأت الجزيرة

  مصر اليوم -

 وبدأت الجزيرة

بقلم: عمرو الشوبكي

أخطر ما يمكن أن تتعرض له تجربة الانتفاضات العربية هو أن تعجر الأحزاب والنخب السياسية عن تقديم بديل مؤسسى للنظام القائم، وتشعر الجماهير أن سلاحها الوحيد هو التظاهر فى الشارع وحصار مبنى القيادة العامة للجيش أو ركوب قطار عطبرة والتلويح بأعلام السودان والدفاع عن الثورة المستمرة فى الشوارع والميادين.
وطالما بدأت الجزيرة فى دعم التظاهرات والاحتجاجات السودانية، باعتبارها ورقتها الوحيدة وصوتها، فإن هذا يعنى أن الخطر أصبح حقيقيا أمام محاولات الشعب السودانى بناء دولة قانون وانتقال ديمقراطى.

فللأسف الشديد منذ التواصل الذى جرى بين المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان وكل من مصر والإمارات والسعودية، والدعم المالى الذى قدمته الأخيرتان للسودان بدأ الاستقطاب الإقليمى ينعكس على الوضع فى السودان، وأصبحت الجزيرة صوتا محرضا على التظاهر فى الشوارع على اعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق انتقال السلطة للمدنيين.

وإذا كان مفهوما فى ظل حالة الاستقطاب الإقليمى البائسة أن يحاول الخط الذى تمثله الجزيرة أن يضغط على السلطة الانتقالية القائمة لأنه يعتبرها تمثل محورا آخر، إلا أن نتيجة هذا الضغط ستكون كارثية على الشعب السودانى الذى سيدفع الثمن وليس قطر ولا السعودية ولا الإمارات.

دفع الناس للضغط الشعبى والتظاهر اليومى، وحين يطلب من نخبهم وأحزابهم تقديم بديل، يقدمون 100 رؤية (كما ذكر رئيس المجلس العسكرى الفريق البرهان) وحين يتحاور تيار مع المجلس كما يفعل العالم كله، بما فيهم الأعداء وليس أبناء الوطن الواحد، يزايد عليهم تيار المزايدين ويخونونهم لأنهم أعلنوا عدم الحوار مع المجلس العسكرى.

الشارع ورقة ضغط فى كل بلاد العالم، وهو الذى أسقط البشير وغيره من الحكام المستبدين، ولكنه لا يكفى وحده طالما لا يوجد بديل سياسى للنظام القائم.

خطورة ما تلعب عليه الجزيرة أنها تحاول أن تضغط على السلطة التى صنفتها فى المحور الآخر، باللعب على ورقة الشارع، وهى فى نفس الوقت تعرف أن الضغط دون بديل للنظام القائم يعنى الفراغ الذى يفتح الطريق للفوضى أو العنف أو الاقتتال الأهلى الذى لا يوقفه إلا الحكم العسكرى.

وللأسف فإن معظم الردود على بناء البديل تناقش مسؤولية النظم القائمة عن ضعف الأحزاب والحياة السياسية وهو أمر لا خلاف عليه، وطالما اتفقنا على «توصيف الضعف» بصرف النظر عن أسبابه فإن البديل يكون على ضوء توازنات الواقع وليس شعارات الكتب الثورية ولا بريق الشارع ونبله.

فرص السودان (كما الجزائر) فى بناء نظام مدنى ديمقراطى ستكون بالتخلص فقط من عشرات الفاسدين والمجرمين من النظام القديم، لا إقصاء كل أركانه، كما يطالب الشارع والجزيرة، وضرورة القبول بجزء من هذا النظام يسمح بدمج القوى الجديدة، وهى أمور لكى تنجح تحتاج إلى تفاوض وحوار وبناء مؤسسات بديلة لا فقط ضغط الشارع.

وقد يهمك أيضًا:

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وبدأت الجزيرة  وبدأت الجزيرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان
  مصر اليوم - مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon