توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشكل والمضمون

  مصر اليوم -

الشكل والمضمون

بقلم - عمرو الشوبكي

مدرسة الشكل على حساب الجوهر، واللقطة على حساب المضمون، تعمقت مؤخرًا فى مصر حتى أصبحت بالنسبة للبعض نمط حياة، فهناك مَن يهتمون بالشكل الدينى دون جوهره وبالشعارات الوطنية دون مضمونها.

الوطنية الزائفة مثل التدين الزائف، هى نمط من التفكير وُجد لكى يخفى العيوب، فهو ينقلك إلى ساحة المطلقات والعموميات والشعارات، التى تُخيف الناس وتبعدهم عن مناقشة مشكلاتهم الحقيقية، فبدلًا من أن نعتبر الدين قوة إيمانية تؤسس لمبدأ الدين المعاملة، فنواجه الفساد والرشوة والكذب وغيرها، نجد التركيز على قضايا شكلية وأمور صغيرة.

فجميعنا يتذكر سؤال العام الماضى الذى أشعل مواقع التواصل الاجتماعى، وبدا وكأنه أخطر من أسئلة الثانوية العامة، والذى سيتوقف على إجابته مستقبل مصر والبشرية: هل سيدخل العالِم الكبير، الدكتور مجدى يعقوب، الجنة أم النار؟. وهى قضية لا معنى لها لأن مَن يتحدث فى مثل هذه الأمور يتنطع، ويضع نفسه مكان الله سبحانه وتعالى، وبدلًا من أن يجتهد فى تحسين أمور العباد وحثّهم على الالتزام بالأخلاق الكريمة، يتحدث فى شأن غيبى لا يخصه، ويمس هنا بحق الذات الإلهية.

كما شهدنا أيضًا كيف تحول تصريح اللاعب المصرى الدولى، محمد صلاح، بأنه لا يحب الخمر أو لم يأتِ على باله شربها، إلى نقاش قومى عارم، رغم هامشية الموضوع، وأن موقفه شأن شخصى، فهو لم يدعُ إلى شرب الخمر حتى يُقال إنه استفزَّ المتدينين، إنما قال بطريقته إنه لا يشربها، فهل يمكن أن تصبح هذه القضية الشكلية جزءًا من أى نقاش لأى مضمون عاقل؟.

وهناك تصريحات أحد المصنفين كداعية، والذى تخصص فى أمور شكلية لا تمس أى جوهر، وعادة ما تتعلق بالمرأة أو المسيحيين، وهدفها أن تصدم الكثيرين، فيصفق لها البعض ويهاجمها البعض الآخر، حتى تشتعل مدرجات مواقع التواصل الاجتماعى بالشتّامين من كل اتجاه، ولا يمكن تجاهل «الشريط الأثرى» للقس المتطرف، الذى عمره سنوات طويلة، وفجأة ظهر على مواقع التواصل الاجتماعى، وحاولت جماعات التحريض والعنف توظيفه، والحمد لله لم تنجح.

ولعلنا جميعًا نتذكر المسؤولة السابقة بمحافظة الإسكندرية، والتى كانت «تغنى وطنية»، حتى وصل بها الأمر إلى غناء أغنية «ماتقولش إيه ادِّتنا مصر وقول هنِدِّى إيه لمصر»، فى أحد الاجتماعات، وأُوقفت متهمة فى قضية فساد.

فالمسؤول الذى يبدأ عمله بالاهتمام بسلة الشكليات من دهان المبنى وإظهار الشعارات المُعلَّقة على الجدران تأكد أنه لن يسهم فى تقدم البلد، ورجل الدين الذى يترك كل مشاكل الناس ويهتم بمَن سيدخل الجنة والنار، فإن هذا يعنى أنه بعيد عن مضمون ورسالة أى دين.

الشكليات وثقافة اللقطة أصبح لها ناسها وجمهورها والبزنس الخاص بها، وأصبحت عابرة للمهن والتخصصات، وحان وقت الرهان على وعى الناس بالتركيز على المضمون والجوهر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشكل والمضمون الشكل والمضمون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon