توقيت القاهرة المحلي 19:45:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكومتان ولا دولة

  مصر اليوم -

حكومتان ولا دولة

بقلم - عمرو الشوبكي

رغم تفاؤل الكثيرين بقرب انتهاء الصراع فى ليبيا، عقب توافق المجلس الأعلى الدولة مع البرلمان على انتخاب فتحى باشاغا رئيسًا جديدًا للحكومة، إلا أن رفض عبد الحميد الدبيبة، رئيس الوزراء الحالى، تسليم السلطة للأول، وصياغة مبررات بعضها لا يخلو من وجاهة، عمق من الانقسامات الموجودة داخل ليبيا.

وتعتبر من المرات النادرة التى توافق فيها مجلس النواب الليبى مع المجلس الأعلى للدولة على خطوة سياسية كبيرة بهذا الحجم، تمثلت فى اختيار باشاغا رئيسًا للوزراء، وهو وزير الداخلية السابق وأحد المرشحين الرئاسيين فى الانتخابات التى لم تجر، لنصبح أمام رسالة للعالم تقول إن مؤسسات الداخل الوطنى المحلية اختارت رئيس حكومة حتى لو حضرت قنوات اتصال مع الخارج، إلا أنه أمر يختلف فى مضمونه وتأثيره عن أن يكون هذا الاختيار مصنعًا بالكامل فى الخارج كما جرى فى مرات سابقة.

والمؤكد أن باشاغا يمتلك مهارات سياسية، ودعمًا عسكريًا ومناطقيًا كبيرًا (من مصراتة)، فهو الذى استقبل بجرأة الوفد الأمنى المصرى منذ أكثر من عامين فى طرابلس، حين كان وزيرًا للداخلية فى حكومة السراج، التى كانت مختلفة مع مصر، ومتحالفة مع تركيا، كما أن الرجل دعم علاقاته بالقاهرة وحافظ على قنوات اتصاله بتركيا، كما أنه قام فى نهاية العام الماضى بزيارة جريئة للمشير خليفة حفتر فى الشرق الليبى، رغم أنه كان من أشد معارضيه أثناء محاولته دخول طرابلس بالقوة المسلحة فى 2019. كما أنه يتمتع بتقدير بعض الأطراف الإقليمية والدولية، ومع ذلك فشل فى أن يكون محل توافق داخلى، وأن يصبح رئيس وزراء ليبيا الجديد، خاصة فى ظل دعم أطراف عربية ودولية لحكومة الدبيبة، وأيضا صراع شرس حول آبار النفط مما عقد الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا.

ومع ذلك فإن هذه الفرصة يبدو أنها ستهدر نظرًا لغياب «آلية جبر» من قبل مؤسسات دولة موحدة لفرض اختيارات البرلمان ومجلس الدولة فى الواقع، كما لا توجد حتى اللحظة شرعية شعبية تأسست عبر انتخابات حرة، فقد تأجلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وما زالت ليست محل توافق لا على قاعدتها الدستورية ولا على موعدها، وأخيرًا تعانى ليبيا من تعدد الأجسام الشرعية وضعف فاعليتها، فهناك مجلس رئاسى غائب تقريبًا، ورئيسان للحكومة، كما أن هناك مجلس النواب المنتخب فى 2014، الذى يعتبر البعض أنه لم يعد معبرًا عن كل الليبيين ويوصف ببرلمان طبرق، وهناك المجلس الأعلى للدولة، الذى يرأسه خالد المشرى، الذى يعبر عن تيارات الإسلام السياسى، وخاصة الإخوان المسلمين، وهناك الميليشيات المسلحة التى تتصارع فى طرابلس، بجانب القوات شبه النظامية التابعة للحكومة، وهناك فى الشرق الجيش الوطنى الليبى، بقيادة حفتر، وهى كلها أجسام فى حاجة إما إلى توحيد أو إعادة بناء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومتان ولا دولة حكومتان ولا دولة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon