توقيت القاهرة المحلي 10:23:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكومتان ولا دولة

  مصر اليوم -

حكومتان ولا دولة

بقلم - عمرو الشوبكي

رغم تفاؤل الكثيرين بقرب انتهاء الصراع فى ليبيا، عقب توافق المجلس الأعلى الدولة مع البرلمان على انتخاب فتحى باشاغا رئيسًا جديدًا للحكومة، إلا أن رفض عبد الحميد الدبيبة، رئيس الوزراء الحالى، تسليم السلطة للأول، وصياغة مبررات بعضها لا يخلو من وجاهة، عمق من الانقسامات الموجودة داخل ليبيا.

وتعتبر من المرات النادرة التى توافق فيها مجلس النواب الليبى مع المجلس الأعلى للدولة على خطوة سياسية كبيرة بهذا الحجم، تمثلت فى اختيار باشاغا رئيسًا للوزراء، وهو وزير الداخلية السابق وأحد المرشحين الرئاسيين فى الانتخابات التى لم تجر، لنصبح أمام رسالة للعالم تقول إن مؤسسات الداخل الوطنى المحلية اختارت رئيس حكومة حتى لو حضرت قنوات اتصال مع الخارج، إلا أنه أمر يختلف فى مضمونه وتأثيره عن أن يكون هذا الاختيار مصنعًا بالكامل فى الخارج كما جرى فى مرات سابقة.

والمؤكد أن باشاغا يمتلك مهارات سياسية، ودعمًا عسكريًا ومناطقيًا كبيرًا (من مصراتة)، فهو الذى استقبل بجرأة الوفد الأمنى المصرى منذ أكثر من عامين فى طرابلس، حين كان وزيرًا للداخلية فى حكومة السراج، التى كانت مختلفة مع مصر، ومتحالفة مع تركيا، كما أن الرجل دعم علاقاته بالقاهرة وحافظ على قنوات اتصاله بتركيا، كما أنه قام فى نهاية العام الماضى بزيارة جريئة للمشير خليفة حفتر فى الشرق الليبى، رغم أنه كان من أشد معارضيه أثناء محاولته دخول طرابلس بالقوة المسلحة فى 2019. كما أنه يتمتع بتقدير بعض الأطراف الإقليمية والدولية، ومع ذلك فشل فى أن يكون محل توافق داخلى، وأن يصبح رئيس وزراء ليبيا الجديد، خاصة فى ظل دعم أطراف عربية ودولية لحكومة الدبيبة، وأيضا صراع شرس حول آبار النفط مما عقد الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا.

ومع ذلك فإن هذه الفرصة يبدو أنها ستهدر نظرًا لغياب «آلية جبر» من قبل مؤسسات دولة موحدة لفرض اختيارات البرلمان ومجلس الدولة فى الواقع، كما لا توجد حتى اللحظة شرعية شعبية تأسست عبر انتخابات حرة، فقد تأجلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وما زالت ليست محل توافق لا على قاعدتها الدستورية ولا على موعدها، وأخيرًا تعانى ليبيا من تعدد الأجسام الشرعية وضعف فاعليتها، فهناك مجلس رئاسى غائب تقريبًا، ورئيسان للحكومة، كما أن هناك مجلس النواب المنتخب فى 2014، الذى يعتبر البعض أنه لم يعد معبرًا عن كل الليبيين ويوصف ببرلمان طبرق، وهناك المجلس الأعلى للدولة، الذى يرأسه خالد المشرى، الذى يعبر عن تيارات الإسلام السياسى، وخاصة الإخوان المسلمين، وهناك الميليشيات المسلحة التى تتصارع فى طرابلس، بجانب القوات شبه النظامية التابعة للحكومة، وهناك فى الشرق الجيش الوطنى الليبى، بقيادة حفتر، وهى كلها أجسام فى حاجة إما إلى توحيد أو إعادة بناء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومتان ولا دولة حكومتان ولا دولة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon