توقيت القاهرة المحلي 12:45:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجاحات «صلاح»

  مصر اليوم -

نجاحات «صلاح»

بقلم : عمرو الشوبكي

 تعامل اتحاد الكرة المصرى مع لاعب عالمى مثل محمد صلاح بطريقة الفهلوة و«علشان خاطرنا» و«معلهش» و«خلِّيها عليك»، كجزء من المنظومة الحاكمة لأدائنا العام فى مصر سواء كانت فى الرياضة أو فى غيرها، وأصبح بعضنا يتغنى بشعارات حماسية لإخفاء سوء أداء شامل وغياب للمهنية وكل أدوات التقدم.

محمد صلاح، اللاعب العالمى، الذى لم يتخلَّ عن انتمائه لبلده وارتباطه به، رغم أن البعض يتعامل مع هذا الانتماء باعتباره منجم استحلاب مالى، فيحوله إلى مشروع تكافل وكرامة (بتعبير علاء الغطريفى)، دون أى محاولة للاستفادة من مسار نجاحه وتفوقه.

لقد أصر «صلاح» على التمسك بجنسيته المصرية وليس فقط انتماءه الوطنى، على خلاف كثير من اللاعبين العرب والمصريين، الذين اختاروا اكتساب جنسيات الدول الأجنبية المتقدمة، حتى لو ظلوا مرتبطين ببلدهم الأم.

الخلاف بين اتحاد الكرة و«صلاح» بات معروفاً حين تصور الأول أنه يمكن أن يستغل صورة «صلاح» على طائرة المنتخب بجوار إعلان لشركة We للاتصالات، فى الوقت الذى تعاقد فيه «صلاح» بعقد دعاية وإعلان مع شركة منافسة، هى فودافون.

وبما أنه مصرى، واسمه محمد صلاح، وليس «ميسى» أو «رونالدو»، فتعامل معه الاتحاد بكَم من الاستعلاء «والجليطة» وقلة الذوق، وحوّل كل الالتزامات والمعانى القانونية والأخلاقية والمهنية التى تترتب على عقود الاحتراف إلى كلام إنشائى وشعارات تدل على طريقة التفكير الكارثية التى يتعامل بها اتحاد الكرة، والتى تعطى دليلاً حياً على أسباب عدم دخولنا كأس العالم منذ 28 عاماً.

الحقيقة أن تجربة «صلاح» ونجاحاته هى نجاح لمنظومة احتراف حديثة حقق فيها الرجل بجهده وعرقه وأخلاقه الرفيعة نجاحاً عالمياً كان من الصعب أن يحققه لو بقى فى ظل المنظومة الرياضية فى مصر.

وليس عيباً أن نقر بواقعنا، فنحن أفضل من بلاد كثيرة، وأقل من البلاد التى احترف فيها «صلاح»، وتصبح القضية كيف نستفيد من المنظومة التى صنعت عالمية «صلاح»، لا أن يبهت عليه البعض بمنظومة تخلف وبؤس، فيها ما فيها من الأحقاد والعقد تجاه تجربة نجاح ملهمة.

حب الناس ودعمهم الهائل لـ«صلاح» داخل مصر وخارجها كان سبباً رئيسياً فى فشل منظومة البؤس فى كسره، ولو غاب هذا الدعم لكان مصيره مثل آلاف المواهب المدفونة، أو التى دُفنت بسبب الب��روقراطية والروتين وغياب القواعد والقوانين ومنظومة دعم المواهب والكفاءات.

محمد صلاح ليس مجرد لاعب ناجح، إنما هو مسار نجاح يقول لكل مصرى إنه من الوارد أن تصبح فى تخصصك «محمد صلاح» لو وجدت منظومة نجاح System لن تقيِّمك على ضوء خلفيتك الطبقية أو دينك أو توجهك السياسى، إنما قدرتك على التعلُّم والارتقاء فى السلم الاجتماعى والمهنى، وليس مهماً أن تكون لك واسطة لكى تنجح، إنما بمجهودك وعطائك وإخلاصك ستتفوق وتنجح.

نجاح «صلاح» الفضل فيه ليس لاتحاد الكرة المصرى ولا لمنظومتنا الرياضية بأكملها ولا لنظامنا السياسى ولا لنمط قيمنا الاجتماعى، إنما إلى منظومة حديثة سمحت له بالتفوق ولم تسأل عن أصوله ولا لونه.

علينا أن نعترف بأن محمد صلاح صنعته منظومة أخرى متقدمة، وكون الرجل مصرى المولد والمشاعر والانتماء، فلا يجب أن يشده البعض لمنظومة الفشل، إنما تشدنا منظومة نجاحه للأمام.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاحات «صلاح» نجاحات «صلاح»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon