توقيت القاهرة المحلي 08:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات الروسية

  مصر اليوم -

الانتخابات الروسية

بقلم : عمرو الشوبكي

 فاز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بولاية رابعة، فى انتخابات معروفة نتيجتها سلفا من «الكنترول»، وتنتمى لنظم سياسية عُرفت بالتعددية المقيدة، والتى يسمح فيها النظام السياسى القائم بهامش لأحزاب ورموز المعارضة للحركة والتعبير عن الرأى (التنفيس) ولديهم حظوظ دائمة فى الحصول على نسبة من التمثيل السياسى لا تهدد الرئيس والحزب الحاكم.

هذا النظام يختلف عن نظام الحزب أو الصوت الواحد الذى لا يسمح بأى ممارسة للسياسة خارج الحزب أو الجماعة الحاكمة، وأيضا عن النظم الديمقراطية التى تعرف تداولا للسلطة والتعددية الحزبية على أرضية سلطة الدستور والقانون وليس أى سلطة أخرى.

والمؤكد أن نظم التعددية المقيدة لم تخلق ديمقراطية كاملة، ولكنها خلقت نظما أكثر حيوية وكفاءه من نظم الصوت الواحد أو نظم التعددية المقيدة الشكلية التى لا تسمح بأى تنافس حقيقى من أى نوع، وروسيا واحدة من نظم التعددية المقيدة الكفؤة فى العالم، ونجد معها بدرجات مختلفة نظما عربية مثل المغرب ومصر فى عهد مبارك، وشرق أوسطية مثل تركيا وإيران وغيرها تبنت بصور مختلفة نظام التعددية المقيدة.

ضمن بوتين ثلثى أصوات الناخبين مثل الانتخابات السابقة، ودلت النتائج الأولية على أنه حصل على 70% من أصوات الناخبين، فى حين حصل أقرب منافسيه المنتمى للحزب الشيوعى الروسى على حوالى 12% من أصوات الناخبين، وحصل الستة مرشحين الآخرون على باقى نسبة الأصوات.

والحقيقة أن المقارنة بين مصر وروسيا كانت دائما واردة، وكتب فيها باحثون وصحفيون، فالرئيسان الروسى والمصرى جاءا من خلفية مخابراتية، وكلاهما يتميز بالقوة والدهاء، ولم يدعيا أن الديمقراطية الليبرالية هى أولوية، وأكثر من مرة أكد الرئيس المصرى على أن الديمقراطية مؤجلة فى مصر 25 عاما، لأننا بلد يعانى من تهديدات وجودية، اقتصادية وسياسية، وإرهاب محلى وإقليمى ومؤامرات خارجية.

صحيح أن الأخطار التى تواجهها مصر وتأجيلها الديمقراطية لا يلغى أن تسعى لأن تكون دولة قانون ومحاسبة وتمتلك نظاما كفئا، وهذا هو الفارق الرئيسى بين نظم تعددية مقيدة فى العالم (وليس فقط بالنسبة لقوى عظمى مثل روسيا) قوتها فى الإنجاز والتنمية والعدالة والقواعد المنظمة للعملية السياسية و«البيزنس» والاقتصاد، وبين نظم أخرى معدومة الكفاءة والقدرة على الإنجاز.

يقينا مشهد الانتخابات الروسية لم يكن ديمقراطيا، ولكنه سمح بتنافس تمناه الكثيرون فى مصر، وخاض الرئيس الروسى معركة سياسية ضد خصوم حقيقيين أحدهم على يساره أى مرشح الحزب الشيوعى، والثانية على يمينه مرشحة المبادرة المدنية الليبرالية.

اكتسح بوتين الانتخابات الروسية لأن النظام السياسى فى نظم التعددية المقيدة مصمم على ألا يخسر الرئيس وحزبه أى انتخابات، وأن الهامش الذى يعطيه هذا النظام هو للتنفيس أو النقد وأحيانا للصراخ لا تداول السلطة.

إن كفاءة النظام الروسى ونجاحه فى أن يكون لاعبا إقليميا منافسا للقطب الأمريكى الأول فى العالم، بعد أن سيطرت أمريكا على الساحة الدولية منذ نهايات الألفية الثانية حتى العقد الماضى، واستغلت روسيا بوتين سوء أداء إدارة أوباما وترددها فى التعامل مع كل الملفات الخارجية وأيضا تخبط ترامب وإدارته، فأصبحنا أمام رئيس روسى قوى ينجز فى الداخل والخارج حتى لو لم يكن ديمقراطيا.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الروسية الانتخابات الروسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon