توقيت القاهرة المحلي 13:35:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات الروسية

  مصر اليوم -

الانتخابات الروسية

بقلم : عمرو الشوبكي

 فاز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بولاية رابعة، فى انتخابات معروفة نتيجتها سلفا من «الكنترول»، وتنتمى لنظم سياسية عُرفت بالتعددية المقيدة، والتى يسمح فيها النظام السياسى القائم بهامش لأحزاب ورموز المعارضة للحركة والتعبير عن الرأى (التنفيس) ولديهم حظوظ دائمة فى الحصول على نسبة من التمثيل السياسى لا تهدد الرئيس والحزب الحاكم.

هذا النظام يختلف عن نظام الحزب أو الصوت الواحد الذى لا يسمح بأى ممارسة للسياسة خارج الحزب أو الجماعة الحاكمة، وأيضا عن النظم الديمقراطية التى تعرف تداولا للسلطة والتعددية الحزبية على أرضية سلطة الدستور والقانون وليس أى سلطة أخرى.

والمؤكد أن نظم التعددية المقيدة لم تخلق ديمقراطية كاملة، ولكنها خلقت نظما أكثر حيوية وكفاءه من نظم الصوت الواحد أو نظم التعددية المقيدة الشكلية التى لا تسمح بأى تنافس حقيقى من أى نوع، وروسيا واحدة من نظم التعددية المقيدة الكفؤة فى العالم، ونجد معها بدرجات مختلفة نظما عربية مثل المغرب ومصر فى عهد مبارك، وشرق أوسطية مثل تركيا وإيران وغيرها تبنت بصور مختلفة نظام التعددية المقيدة.

ضمن بوتين ثلثى أصوات الناخبين مثل الانتخابات السابقة، ودلت النتائج الأولية على أنه حصل على 70% من أصوات الناخبين، فى حين حصل أقرب منافسيه المنتمى للحزب الشيوعى الروسى على حوالى 12% من أصوات الناخبين، وحصل الستة مرشحين الآخرون على باقى نسبة الأصوات.

والحقيقة أن المقارنة بين مصر وروسيا كانت دائما واردة، وكتب فيها باحثون وصحفيون، فالرئيسان الروسى والمصرى جاءا من خلفية مخابراتية، وكلاهما يتميز بالقوة والدهاء، ولم يدعيا أن الديمقراطية الليبرالية هى أولوية، وأكثر من مرة أكد الرئيس المصرى على أن الديمقراطية مؤجلة فى مصر 25 عاما، لأننا بلد يعانى من تهديدات وجودية، اقتصادية وسياسية، وإرهاب محلى وإقليمى ومؤامرات خارجية.

صحيح أن الأخطار التى تواجهها مصر وتأجيلها الديمقراطية لا يلغى أن تسعى لأن تكون دولة قانون ومحاسبة وتمتلك نظاما كفئا، وهذا هو الفارق الرئيسى بين نظم تعددية مقيدة فى العالم (وليس فقط بالنسبة لقوى عظمى مثل روسيا) قوتها فى الإنجاز والتنمية والعدالة والقواعد المنظمة للعملية السياسية و«البيزنس» والاقتصاد، وبين نظم أخرى معدومة الكفاءة والقدرة على الإنجاز.

يقينا مشهد الانتخابات الروسية لم يكن ديمقراطيا، ولكنه سمح بتنافس تمناه الكثيرون فى مصر، وخاض الرئيس الروسى معركة سياسية ضد خصوم حقيقيين أحدهم على يساره أى مرشح الحزب الشيوعى، والثانية على يمينه مرشحة المبادرة المدنية الليبرالية.

اكتسح بوتين الانتخابات الروسية لأن النظام السياسى فى نظم التعددية المقيدة مصمم على ألا يخسر الرئيس وحزبه أى انتخابات، وأن الهامش الذى يعطيه هذا النظام هو للتنفيس أو النقد وأحيانا للصراخ لا تداول السلطة.

إن كفاءة النظام الروسى ونجاحه فى أن يكون لاعبا إقليميا منافسا للقطب الأمريكى الأول فى العالم، بعد أن سيطرت أمريكا على الساحة الدولية منذ نهايات الألفية الثانية حتى العقد الماضى، واستغلت روسيا بوتين سوء أداء إدارة أوباما وترددها فى التعامل مع كل الملفات الخارجية وأيضا تخبط ترامب وإدارته، فأصبحنا أمام رئيس روسى قوى ينجز فى الداخل والخارج حتى لو لم يكن ديمقراطيا.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الروسية الانتخابات الروسية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon