توقيت القاهرة المحلي 02:11:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفكرة المغروسة

  مصر اليوم -

الفكرة المغروسة

بقلم - عمرو الشوبكي

مَن استمع لتصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، «دانيال هاجارى»، حول حماس سيتصور أنه يستمع لأحد القيادات السياسية المدنية فى إسرائيل، أو باحث متخصص فى شؤون الشرق الأوسط والتيارات الإسلامية وليس قائدًا عسكريًّا.

وبعيدًا عن أى حسابات سياسية وراء مثل هذا التصريح فى ظل السجال الدائر فى الدولة العبرية بين المستويين السياسى والعسكرى، إلا أن كلامه كان فيه كثير من الوضوح، حتى لو لم يصل إلى النتائج الصحيحة المترتبة على هذا الكلام.

فقد ذكر «هاجارى» أن الحديث عن تدمير حماس ذَرٌّ للرماد، حيث مادامت لم تجد الحكومة بديلًا لحماس، فالحركة ستبقى، وكرر ما سبق أن قاله جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، من أن حماس فكرة وحزب، بل أضاف أنها مغروسة فى قلوب الناس، ومَن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ، وأشار إلى أنه لا يمكن إعادة جميع المحتجزين لدى حماس بالوسائل العسكرية.

هذا التحليل الصحيح الذى سبق أن تحدث فيه كثير من الخبراء والسياسيين على مستوى العالم بخصوص حركة حماس لم يدفع إسرائيل إلى الوصول لنتائج صحيحة والاعتراف بأن الحل فى تحويل مسار حاضنتها الشعبية فى اتجاه دعم مشروعات التنمية السياسية والاقتصادية وليس حمل السلاح، وهو لن يتحقق إلا إذا دفعت إسرائيل استحقاقات لا ترغب فى دفعها، وعلى رأسها القبول بقيام دولة فلسطينية، فى حين أن المتحدث الإسرائيلى تمسك بأن هدف الجيش هو قتل السنوار، وأنه قريب من القضاء على كتائب حماس فى رفح.

ورغم أن كلام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى فيه إقرار بأنه لا يمكن القضاء على أى فكرة، وأنه لا يمكن تسطيح مشكلة حماس فى أنها تنظيم تصنفه إسرائيل وأمريكا بأنه إرهابى، فتنتهى مشكلتها بالقوة المسلحة، ويتم القضاء عليها، إنما يعنى أن هزيمة التنظيم المسلح لحركة حماس لا تعنى نهاية الحركة ولا نهاية فكرة المقاومة المسلحة بصرف النظر عن الفصيل الذى يمارسها.

مشكلة التحليلات الإسرائيلية الجادة أو الواقعية بعيدًا عن شعارات قوى التطرف والإرهاب التى يمثلها بن غفير وسموتريتش وغيرهم أنها لا تمتلك الجرأة فى أن تصل إلى الحلول الصحيحة، وتكتفى أحيانًا بتوصيفات صحيحة.

القول إن حماس فكرة مغروسة فى نفوس الناس جملة صحيحة، لكن الحل بالنسبة لإسرائيل هو القوة الباطشة، فى محاولة للقضاء على تنظيمها المسلح، حتى لو كان الثمن ارتكاب جرائم إبادة جماعية واستهدافًا متعمدًا للمدنيين، فى حين أن الحل لن يكون بأى حال عسكريًّا.

إنما سيكون بدعم الخيارات السياسية لكل الفصائل الفلسطينية وإنهاء الخيار المسلح، وهو لن يتحقق إلا إذا نجح المجتمع الدولى عقب توقف الحرب فى تطبيق قرارات الشرعية الدولية المهدرة منذ أكثر من نصف القرن، وفرض انسحاب إسرائيلى من الأراضى التى احتلتها عقب حرب 67 وإقامة الدولة الفلسطينية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفكرة المغروسة الفكرة المغروسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon