توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهابية فى تونس

  مصر اليوم -

إرهابية فى تونس

بقلم - عمرو الشوبكي

فجرت إرهابية منتقبة نفسها فى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسى فى قلب العاصمة التونسية، مستهدفة حاجزا أمنيا ثابتا يقع فى نهاية الشارع بجوار المسرح البلدى مخلفة 20 مصابا بينهم 15 من رجال الأمن.

وقد سبق وضرب الإرهاب تونس فى نوفمبر 2015 حيث استشهد 12 عنصرا فى الأمن الرئاسى، وأصيب 20 آخرون فى هجوم انتحارى تبنّاه تنظيم داعش.

ومنذ ذلك التاريخ فرضت الرئاسة حالة الطوارئ مرات عديدة حتى الآن.

وتعد هذه العملية مختلفة عن كثير من العمليات السابقة حيث من قامت بالعمل الإرهابى سيدة انتحارية وليس رجلا، كما هو معتاد، كما أنها تنتمى لفصيلة الذئاب المنفردة أى للعناصر غير المعروفة لأجهزة الأمن وليس لديها ماض تكفيرى أو متطرف كما أنها استخدمت وسائل تفجير شديدة البدائية بما يعنى وجود خلية محلية منعزلة ساعدتها على القيام بهذا العمل الإرهابى.

والحقيقة أن الإرهاب فى تونس على محدوديته (النسبية) يطرح دائما سؤالا حول قدرة الديمقراطية على محاربة الإرهاب، خاصة أن تونس تعتبر تجربة التحول الديمقراطى الوحيدة فى بلدان الثورات العربية، كما أن جيشها محدود العدد والعدة لم يتدخل فى العملية السياسية حتى تكون هناك حجة للاعتداء عليه، كما أنه بلد دمج جزءا كبيرا من الإسلاميين فى العملية السياسية، ومع ذلك لم تقض تماما على الإرهاب ومازال هناك إرهابيون يستهدفون المجتمع والجيش. يقينا النظم الديمقراطية لن تهزم بمفردها الإرهاب، كما أنها لن تمنع وجوده، إنما بالحتم ستحد من انتشاره لأنها فتحت الباب أمام مواجهته فكريا وسياسيا وأمنيا ولم تعتمد على وسيلة واحدة لمواجهته، أى المواجهة الأمنية والعسكرية.

المؤكد أن أعداد الإرهابيين ومشاريع الإرهابيين فى تونس (على كثرتها النسبية) لا يمكن مقارنتها بأعداد إخوانهم فى ليبيا حيث تغيب الدولة الوطنية، أو سوريا والعراق حيث الاضطهاد الطائفى والاستبداد السياسى والظلم الاجتماعى الذى خلق بيئة حاضنة جعلت مئات الآلاف من سنة العراق مثلا يقبلون بداعش نكاية فى طائفية الأحزاب الشيعية الحاكمة، قبل أن يكتشفوا أن داعش أكثر سوءا منها، فدعموا جيشهم وحرروا مدنهم بعد تغيير حكومة نورى المالكى ومشروعها الطائفى لصالح حكومات جديدة لديها بعد وطنى واضح. الديمقراطية لن تقضى على الإرهاب فى تونس أو غيرها، إنما ستحاصره وتنقذ كثيرين من خطر الانضمام لتنظيماته أو التواطؤ معه، لأن مهمة دولة القانون والنظام الديمقراطى أنها تعطى الأمل للمحبطين والمهمشين بإمكانية تغيير أوضاعهم، وأن هناك جدوى للتعبير السلمى عن آرائهم سواء كانوا مؤيدين للسلطة أو معارضين، فهى تفكك البيئة الحاضنة للإرهاب بإجراءات اجتماعية وسياسية، وتواجه التنظيمات الإرهابية بالإجراءات الأمنية. حفظ الله تونس والدول العربية والإنسانية من خطر الإرهاب، وكل التضامن مع ضحاياه فى كل مكان.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهابية فى تونس إرهابية فى تونس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon