توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعليقات حول سراج الدين

  مصر اليوم -

تعليقات حول سراج الدين

بقلم : عمرو الشوبكي

تلقيت عشرات الرسائل على بريدى الإلكترونى تعليقاً على مقال «ما قبل الحكم» الذى كتبته الأسبوع الماضى عن قضية رئيس مكتبة الإسكندرية السابق، الدكتور إسماعيل سراج الدين، إحدى هذه الرسائل جاءت من واحد من النابهين المصريين ممن يعملون فى مجال الرقابة على البنوك فى أمريكا وجاء فيها:

الدكتور إسماعيل سراج الدين، الحاصل على الدكتوراه من هارفارد فى ستينيات القرن الماضى، أمضى ثمانية وعشرين عاما فى البنك الدولى حتى أصبح نائبا لرئيس البنك، غنى عن المنصب والوجاهة والمال. كان بإمكانه بعد التقاعد أن يكون استشاريا فى أحد بيوت الخبرة العالمية يتقاضى ملايين الجنيهات، أو لدى حكومة أو شركة كبرى، ترك كل هذا لخدمة مصر، ونجح باقتدار فى أن يخلق منارة فى وسط الظلمات. أمثال الدكتور سراج الدين هم حلقات الوصل القليلة المتبقية لمصر، لربطها بالعالم المتقدم. هؤلاء بتعليمهم وخبراتهم واتصالاتهم قادرون على إلحاق مصر بركب الحضارة.

أنفقت السعودية المليارات على بعثات طلابها فى الغرب، خاصة فى عهد الملك عبدالله، رحمه الله، لخلق جيل مماثل للدكتور إسماعيل سراج الدين، ولم تجن ثمارها بعد. ما حدث مع الدكتور إسماعيل إنذار لأى مصرى يفكر فى خدمة بلاده فى يوم من الأيام. المؤسف أن أحد أدبائنا ساهم فى هذه الحملة، أملا أن يأخذ منصبه. ذكرتنى تلك المأساة بالهند، التى تشارك مصر فى طرد الكفاءات.

المأساة الهندية تمثلت فى «تطفيش» الدكتور رغورم راجا Raghuram Rajan من رئاسة البنك المركزى الهندى، رغم أنه من أفضل الاقتصاديين فى العالم، تنبأ وحذر من الأزمة الاقتصادية الأمريكية، أستاذ اقتصاد فى جامعة شيكاجو، وحضرت له ندوة على هامش اجتماعات البنك الدولى، أثناء انتدابى فى وزارة الخزانة الأمريكية، وأبهرنى علمه واحترام الجميع له. الدكتور Rajan قرر أن يقبل وظيفة محافظ البنك المركزى الهندى، واستطاع أن يجعل السياسة النقدية مستقلة، قلل التضخم المزمن فى الهند، وكان على وشك هيكلة البنوك الهندية الحكومية، إلى أن نجح رئيس الوزراء المتطرف، مودى، فى الانتخابات واصطدم به لرفضه أن تخدم السياسة النقدية سياسة مالية متهورة، واصطدمت هنا المهنية والكفاءة مع الغوغائية وسياسات قصيرة النظر. استقال الدكتور Rajan وأصبح نائب رئيس BIS المؤسسة العالمية لتنظيم وتحسين أداء البنوك المركزية!!

على عكس الهند ومصر سنجد الصين وكوريا الجنوبية، حيث، يربطون أبناءهم بوطنهم الأم. الصين تمنح صلاحيات ورواتب مماثلة لما يحصل عليه الصينى فى الغرب حتى يعود لوطنه بعيدا عن اللوائح والبيروقراطية. من المذهل أن يستطيع موظف عام أخذ مديره للنيابة فى مصر، فى أمريكا الموظف يقدم شكوى دخل الجهاز، وفى كل جهاز جهة مستقلة تحقق فى اتهامات الاختلاس، الفساد، أو التميز الوظيفى، وإذا وجدت مصداقية للشكوى يتم تصعيدها إداريا أو جنائيا. ذات مرة سُئل الدكتور محمد العريان، الاقتصادى المصرى العالمى، فى قناة بلومبرج الاقتصادية، أثناء الثورة المصرية: هل تفكر فى منصب وزارى فى مصر؟، قال: «بالطبع لا»، استغربت من رده ولكن أدركت أنه محقا اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليقات حول سراج الدين تعليقات حول سراج الدين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon