توقيت القاهرة المحلي 21:32:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوروبا وأوكرانيا

  مصر اليوم -

أوروبا وأوكرانيا

بقلم - عمرو الشوبكي

التقدم الأوكرانى البطىء فى ساحات المعارك وإعلانها عن نيتها تحرير كل الأراضى التى سيطرت عليها روسيا، ثم إعلان موسكو أمس الأول بدء إجراءات ضم إقليم «خيرسون» إلى الاتحاد الروسى، كل ذلك عكس عمق الهوة بين البلدين، فرغم أن روسيا سيطرت على أغلب وليس كل الأقاليم الأوكرانية الأربعة، بجانب شبه جزيرة القرم (فى 2014)، ومع ذلك أعلنت ضمها، كما تمسكت أوكرانيا بالمطالبة بانسحاب روسيا من كل المناطق والأقاليم التى سيطرت عليها رغم عدم حسم القوات الأوكرانية المعارك الدائرة.

هذا الفارق الكبير بين موقف البلدين مشكلته أنه ليس فقط على مستوى اللغة والدعاية، إنما هو يمارس فى الواقع العملى وفى ساحات المواجهة، فروسيا تضم الأقاليم التى تسيطر عليها إلى اتحادها، وأوكرانيا تسعى لتحريرها جميعًا.

هذا الموقف المعقد انعكس على موقف الاتحاد الأوربى من هذه المواجهة، صحيح أن أوروبا دعمت أوكرانيا، إلا أن هذا الدعم تفاوت فى مضمونه من بلد إلى آخر نظرًا لوعى كثير منها لخطورة أن تستمر «حرب صفرية» بين الجانبين.

فقد عاد شبح الانقسام ليخيّم على العلاقات الأوروبية بعد «وحدة صف نادرة» فى بداية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وتحديدًا فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا فى الاتحاد، فقد أعلنت المجر رفضها الواضح، كما تحفظت فرنسا وألمانيا بشكل غير علنى، وذلك بإدخال أوكرانيا فى مسار سيستمر لسنوات طويلة وغير محسوم النتائج.

وقد أدخل الاتحاد الأوروبى الطلب الأوكرانى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى إلى المسار البيروقراطى المعتاد و«مصفاة» المعايير المعقدة التى جرَت من قبل مع 27 دولة أوروبية، ويبدأ بالحصول على «حالة المرشح»، ثم بدء مفاوضات رسمية بالتناوب مع أوكرانيا لمناقشة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى، وثالثًا تُختتم هذه المفاوضات بالتوقيع على كل فصل من الفصول الـ30 الخاصة بالانضمام إلى الاتحاد، ثم أخيرًا التوصل إلى قرار سياسى أوروبى بشأن التوقيع على الاتفاقية ككل.

والمعروف أن المرحلة الثالثة هى أطول مرحلة فى المسار لأنه لا يمكن إغلاق كل فصل إلا بعد تنفيذ الإصلاحات الضرورية التى تجعل القانون الأوكرانى يتماشى مع القانون الأوروبى. وكلما انتهت أوكرانيا من الإصلاحات بشكل أسرع، استكملت المفاوضات بشكل أسرع.

يقينًا لقد أثرت الحرب فى أوكرانيا على النهج الأوروبى فى التعامل مع قضية التوسع، فقبول أوكرانيا كعضو فى الاتحاد لن يحدث إلا إذا انتهت الحرب، بما يعنى أن الضم لن يكون فى المستقبل المنظور.

لقد اختارت أوروبا أن تسير فى المسار التقنى والروتينى المعتاد، وهى تعلم أنه يأخذ سنوات طويلة، ولم تسعَ لتحويل الضم إلى قضية أو أداة جيوسياسية تتطلب استثناءات ومسارات جراحية خاصة، إنما استفادت من إرث بيروقراطية المفوضية الأوروبية وقدرتها على الترحيل والمواءمة فى جعل قضية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد مؤجلة إلى حقبة ثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا وأوكرانيا أوروبا وأوكرانيا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل
  مصر اليوم - فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 21:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض
  مصر اليوم - النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 01:41 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 09:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 08:19 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 05:45 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

الأهلي يواجه سبورتنج في سوبر اليد الليلة

GMT 10:33 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أفضل 10 فنادق عائلية في جزر المالديف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon