توقيت القاهرة المحلي 07:53:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوروبا وأوكرانيا

  مصر اليوم -

أوروبا وأوكرانيا

بقلم - عمرو الشوبكي

التقدم الأوكرانى البطىء فى ساحات المعارك وإعلانها عن نيتها تحرير كل الأراضى التى سيطرت عليها روسيا، ثم إعلان موسكو أمس الأول بدء إجراءات ضم إقليم «خيرسون» إلى الاتحاد الروسى، كل ذلك عكس عمق الهوة بين البلدين، فرغم أن روسيا سيطرت على أغلب وليس كل الأقاليم الأوكرانية الأربعة، بجانب شبه جزيرة القرم (فى 2014)، ومع ذلك أعلنت ضمها، كما تمسكت أوكرانيا بالمطالبة بانسحاب روسيا من كل المناطق والأقاليم التى سيطرت عليها رغم عدم حسم القوات الأوكرانية المعارك الدائرة.

هذا الفارق الكبير بين موقف البلدين مشكلته أنه ليس فقط على مستوى اللغة والدعاية، إنما هو يمارس فى الواقع العملى وفى ساحات المواجهة، فروسيا تضم الأقاليم التى تسيطر عليها إلى اتحادها، وأوكرانيا تسعى لتحريرها جميعًا.

هذا الموقف المعقد انعكس على موقف الاتحاد الأوربى من هذه المواجهة، صحيح أن أوروبا دعمت أوكرانيا، إلا أن هذا الدعم تفاوت فى مضمونه من بلد إلى آخر نظرًا لوعى كثير منها لخطورة أن تستمر «حرب صفرية» بين الجانبين.

فقد عاد شبح الانقسام ليخيّم على العلاقات الأوروبية بعد «وحدة صف نادرة» فى بداية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وتحديدًا فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا فى الاتحاد، فقد أعلنت المجر رفضها الواضح، كما تحفظت فرنسا وألمانيا بشكل غير علنى، وذلك بإدخال أوكرانيا فى مسار سيستمر لسنوات طويلة وغير محسوم النتائج.

وقد أدخل الاتحاد الأوروبى الطلب الأوكرانى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى إلى المسار البيروقراطى المعتاد و«مصفاة» المعايير المعقدة التى جرَت من قبل مع 27 دولة أوروبية، ويبدأ بالحصول على «حالة المرشح»، ثم بدء مفاوضات رسمية بالتناوب مع أوكرانيا لمناقشة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى، وثالثًا تُختتم هذه المفاوضات بالتوقيع على كل فصل من الفصول الـ30 الخاصة بالانضمام إلى الاتحاد، ثم أخيرًا التوصل إلى قرار سياسى أوروبى بشأن التوقيع على الاتفاقية ككل.

والمعروف أن المرحلة الثالثة هى أطول مرحلة فى المسار لأنه لا يمكن إغلاق كل فصل إلا بعد تنفيذ الإصلاحات الضرورية التى تجعل القانون الأوكرانى يتماشى مع القانون الأوروبى. وكلما انتهت أوكرانيا من الإصلاحات بشكل أسرع، استكملت المفاوضات بشكل أسرع.

يقينًا لقد أثرت الحرب فى أوكرانيا على النهج الأوروبى فى التعامل مع قضية التوسع، فقبول أوكرانيا كعضو فى الاتحاد لن يحدث إلا إذا انتهت الحرب، بما يعنى أن الضم لن يكون فى المستقبل المنظور.

لقد اختارت أوروبا أن تسير فى المسار التقنى والروتينى المعتاد، وهى تعلم أنه يأخذ سنوات طويلة، ولم تسعَ لتحويل الضم إلى قضية أو أداة جيوسياسية تتطلب استثناءات ومسارات جراحية خاصة، إنما استفادت من إرث بيروقراطية المفوضية الأوروبية وقدرتها على الترحيل والمواءمة فى جعل قضية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد مؤجلة إلى حقبة ثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا وأوكرانيا أوروبا وأوكرانيا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon