توقيت القاهرة المحلي 19:59:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضيلة النقاش العام

  مصر اليوم -

فضيلة النقاش العام

بقلم : عمرو الشوبكي

لأننا فى الشهر الفضيل، فمن المفيد استعاده بعض فضائل شهر رمضان ليس فقط فى روحانيات الدين إنما أيضا فى السياسة والاقتصاد والصحة، وأهمها احترام الخلاف فى الرأى وقبول التنوع الفكرى والسياسى.

والحقيقة أن إحدى الأزمات الكبيرة فى مصر هى غياب النقاش العام الحقيقى حول القضايا الاقتصادية والسياسية وأولويات التنمية، بجانب قضايا الصحة والتعليم والموصلات، لصالح الانشغال بقضايا فرعية وأحيانا تافهة: فستان ممثلة وطلاق أخرى وفيديو شارد لطالبة أو إعلان مسف إلى آخره من القائمة الطويلة.

والنقاش العام له فضيلتان: الأولى أنه يعزز المشاركة الشعبية فى قضايا السياسات العامة من صحة وتعليم وخدمات، خاصة أن القضية الأولى صارت لها أولوية قصوى مع وباء كورونا وصار مفيدا للجميع أن نستمع بشكل علنى لأصوات الطواقم الطبية سواء من خلال نقاباتهم أو من خلال التواصل المباشر معهم عن طبيعة المشاكل الموجودة على الأرض من نقص إمكانات وغيرها، وأن يكون صوت العلم حاضرا مع الاقتصاد والأمن فى حال اتخاذ قرار رفع الحظر. والفضيلة الثانية أنها تساعد على تأهيل المجتمع للمشاركة السياسية فى القضايا الكبرى عند بدء عملية انتقال ديمقراطى.

والحقيقة أن مصر تحتاج إلى نقاش عام حول أولويات التنمية، وشكل الأداء الاقتصادى عقب تراجع الوباء وطبيعة التحديات الجديدة التى لا يمكن مواجهتها فقط بالتبرعات والمساعدات الاجتماعية على أهميتها.

نقاش الرؤى، كما قال الرئيس، يجب أن يرد عليه برؤية مقابلة لا تفتش فى النوايا، وأن ترجمة هذا الطرح ستعنى فتح نقاش عام حول قضايا باتت مصيرية سواء تلك التى تتعلق بمستقبل الأداء الاقتصادى وأولويات خطط التنمية، وهل يمكن لمصر أن تستفيد من الثمن الذى دفعته شركات عالمية كبرى من جراء تركز نشاطها فى بلد واحد وهو الصين، وما هو المطلوب تغييره فى بيئة مصر القانونية والاقتصادية والسياسية حتى تصبح عنصر جذب لهذه الشركات.

المطلوب تحويل جانب مما يقال فى الغرف المغلقة إلى نقاش عام: ما هى المشاكل والتحديات وحجم المخاطر التى تحول دون أن تصبح مصر رقما فى معادلة ما بعد كورونا؟، لا الرد بنظرية كله تمام والبحث دائما عن طرف مقصر: مرة الشعب ومرة رجال الأعمال ومرة الأحزاب والصحافة، ليحول دون التمسك بفضيلة النقاش العام التى تبنى البلد وتدفعه خطوات إلى الإمام.

الآراء التى تنشر فى النور مهما كان الخلاف معها هى أكبر داعم لأى نظام سياسى خاصة أن مصر عرفت منذ العام الماضى كثيرا من التفاعلات المخفية التى قفزت فى وجوهنا جميعا «من حيث لا نحتسب» وجاء تحدى كورونا ليعمق من مشاهد «غير المتوقع» بالنسبة لنا ولغيرنا، فعلينا أن نستعيد فضيلة النقاش العام لنحمى أنفسنا من فيروسات كثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلة النقاش العام فضيلة النقاش العام



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:24 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يحيي حفل زفاف مايا رعيدي في أثينا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 01:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أمطار على محافظة الطائف فى السعودية

GMT 07:04 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الزمالك يبحث تأمين الصدارة على حساب إنبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon