توقيت القاهرة المحلي 04:47:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العملية الخامسة

  مصر اليوم -

العملية الخامسة

بقلم : عمرو الشوبكي

هى العملية الإرهابية الخامسة التى تشهدها بريطانيا فى عام واحد، تلك التى شهدتها إحدى عربات مترو الأنفاق وخلفت 29 مصابا، وهى للأسف لن تكون الأخيرة فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب الجديد.

والحقيقة أن دلاله استمرار هذه العمليات رغم بدائية الوسائل المستخدمة ومحدودية الضحايا ولو فى أربع منها، أن بريطانيا مثل باقى دول العالم مستهدفة من هذا الإرهاب رغم أن نموذجها هو الأكثر تسامحا فى أوروبا تجاه الأجانب والأكثر قبولا وتعايشا مع المتطرفين المتأسلمين حتى جذبت كثيرا من مطاريد العالم العربى وأوروبا.

وشهدت بريطانيا، قبل الاعتداء الأخير، 4 عمليات إرهابية الأولى كانت فى 22 مارس الماضى وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص دهسا على جسر ويستمنستر على يد خالد مسعود (المهاجم الوحيد الذى بلغ من العمر 52 عاما وهو بريطانى تحول للإسلام) ثم طعن شرطيا حتى الموت، قبل أن يُقتل برصاص الشرطة. أما العملية الثانية فقد نفذها بريطانى من أصل ليبى بحزام ناسف فى أحد مسارح مدينة مانشستر وخلف 22 قتيلا، فى حين أن العملية الثالثة كانت فى يونيو الماضى فى منطقة لندن بريدج حين دهست حافلة عددا من المشاة وخلفت 7 قتلى و48 جريحا قبل أن تقتل الشرطة المنفذين فى وقت قياسى. أما العملية الرابعة فقد استهدفت هذه المرة مسلمين خارجين من مسجد فينسبرى بارك بلندن، وقتل شخص وأصيب 10 بجروح، واعتقل سائق الشاحنة الذى قال إنه «يريد قتل المسلمين».

والمؤكد أن عمليات لندن الأربع التى نفذها مسلمون فى الديانة واستهدفت بريطانيين تنتمى لنوعية جديدة من خلايا العنف والإرهاب سماها البعض بالذئاب المنفردة وهى تخص شبابا أوروبيا من أصول عربية ومسلمة تحول فجأة نحو التطرف لأسباب اجتماعية ترجع لتهميش أو عنصرية أو فشل دراسى ومهنى، أو أسباب سياسية انتقامية ترجع لوقوعه تحت تأثير دعاية داعش بأن الغرب وحلفاءه يقتلون المسلمين فى سوريا والعراق و«حانت لحظة الانتقام» فى عقر دارهم، وعادة ما يضيفون قشرة دينية إسلامية تبرر عمليات القتل والانتحار للذهاب للجنة والاستمتاع بحور العين.

ولذا لم يسعف بريطانيا نموذجها المتسامح لأنه صمم من أجل استيعاب متدينين عقائديين ومتطرفين إسلاميين بغرض استيعابهم داخل نموذجها التعددى ودفعهم لعدم ممارسة العنف، فى حين أن هؤلاء الإرهابيين الجدد ليسوا أبناء أى تنظيمات عقائدية كبرى داخل بريطانيا مثل الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو السلفية الجهادية إنما هم بالأساس مهمشون ومجرمون صغار، وحتى علاقتهم بداعش فهى لا تتم عبر شيخ فى مسجد ولا عبر الانخراط فى بنية تنظيمية محكمة، إنما عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتأثر بدعاية التحريض والكراهية.

لقد بذلت بريطانيا جهودا جبارة من أجل بناء نموذج التعدد العرقى والدينى المختلف عن نظيرة الفرنسى، واكتشفت أن المشكلة لم تعد بالأساس دينية إنما اجتماعية وسياسية وأن حربها على الإرهاب قد تؤدى إلى حصاره أو إضعافه ولكنها لن تهزمه هزيمة نهائية.

إن عمليات لندن مثل عمليات أوروبا هى رسالة واضحة بأن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود وللنظم السياسية وأن الديمقراطية ودولة القانون لا تقضى نهائيا على الإرهاب إنما تضعفه مثلما أن الاستبداد والقمع لن يقضى أيضا على الإرهاب إنما يمثل بيئة حاضنة لانتشاره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملية الخامسة العملية الخامسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon