توقيت القاهرة المحلي 19:38:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العملية الخامسة

  مصر اليوم -

العملية الخامسة

بقلم : عمرو الشوبكي

هى العملية الإرهابية الخامسة التى تشهدها بريطانيا فى عام واحد، تلك التى شهدتها إحدى عربات مترو الأنفاق وخلفت 29 مصابا، وهى للأسف لن تكون الأخيرة فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب الجديد.

والحقيقة أن دلاله استمرار هذه العمليات رغم بدائية الوسائل المستخدمة ومحدودية الضحايا ولو فى أربع منها، أن بريطانيا مثل باقى دول العالم مستهدفة من هذا الإرهاب رغم أن نموذجها هو الأكثر تسامحا فى أوروبا تجاه الأجانب والأكثر قبولا وتعايشا مع المتطرفين المتأسلمين حتى جذبت كثيرا من مطاريد العالم العربى وأوروبا.

وشهدت بريطانيا، قبل الاعتداء الأخير، 4 عمليات إرهابية الأولى كانت فى 22 مارس الماضى وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص دهسا على جسر ويستمنستر على يد خالد مسعود (المهاجم الوحيد الذى بلغ من العمر 52 عاما وهو بريطانى تحول للإسلام) ثم طعن شرطيا حتى الموت، قبل أن يُقتل برصاص الشرطة. أما العملية الثانية فقد نفذها بريطانى من أصل ليبى بحزام ناسف فى أحد مسارح مدينة مانشستر وخلف 22 قتيلا، فى حين أن العملية الثالثة كانت فى يونيو الماضى فى منطقة لندن بريدج حين دهست حافلة عددا من المشاة وخلفت 7 قتلى و48 جريحا قبل أن تقتل الشرطة المنفذين فى وقت قياسى. أما العملية الرابعة فقد استهدفت هذه المرة مسلمين خارجين من مسجد فينسبرى بارك بلندن، وقتل شخص وأصيب 10 بجروح، واعتقل سائق الشاحنة الذى قال إنه «يريد قتل المسلمين».

والمؤكد أن عمليات لندن الأربع التى نفذها مسلمون فى الديانة واستهدفت بريطانيين تنتمى لنوعية جديدة من خلايا العنف والإرهاب سماها البعض بالذئاب المنفردة وهى تخص شبابا أوروبيا من أصول عربية ومسلمة تحول فجأة نحو التطرف لأسباب اجتماعية ترجع لتهميش أو عنصرية أو فشل دراسى ومهنى، أو أسباب سياسية انتقامية ترجع لوقوعه تحت تأثير دعاية داعش بأن الغرب وحلفاءه يقتلون المسلمين فى سوريا والعراق و«حانت لحظة الانتقام» فى عقر دارهم، وعادة ما يضيفون قشرة دينية إسلامية تبرر عمليات القتل والانتحار للذهاب للجنة والاستمتاع بحور العين.

ولذا لم يسعف بريطانيا نموذجها المتسامح لأنه صمم من أجل استيعاب متدينين عقائديين ومتطرفين إسلاميين بغرض استيعابهم داخل نموذجها التعددى ودفعهم لعدم ممارسة العنف، فى حين أن هؤلاء الإرهابيين الجدد ليسوا أبناء أى تنظيمات عقائدية كبرى داخل بريطانيا مثل الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو السلفية الجهادية إنما هم بالأساس مهمشون ومجرمون صغار، وحتى علاقتهم بداعش فهى لا تتم عبر شيخ فى مسجد ولا عبر الانخراط فى بنية تنظيمية محكمة، إنما عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتأثر بدعاية التحريض والكراهية.

لقد بذلت بريطانيا جهودا جبارة من أجل بناء نموذج التعدد العرقى والدينى المختلف عن نظيرة الفرنسى، واكتشفت أن المشكلة لم تعد بالأساس دينية إنما اجتماعية وسياسية وأن حربها على الإرهاب قد تؤدى إلى حصاره أو إضعافه ولكنها لن تهزمه هزيمة نهائية.

إن عمليات لندن مثل عمليات أوروبا هى رسالة واضحة بأن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود وللنظم السياسية وأن الديمقراطية ودولة القانون لا تقضى نهائيا على الإرهاب إنما تضعفه مثلما أن الاستبداد والقمع لن يقضى أيضا على الإرهاب إنما يمثل بيئة حاضنة لانتشاره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملية الخامسة العملية الخامسة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 21:19 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يرد على تصريحات المخرج محمد سامي

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 19:58 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حسين الشحات مهدد بالحبس فى أزمة الشيبى

GMT 00:21 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

أسعار الدولار في البنوك المصرية الأحد

GMT 00:41 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

ريال مدريد يزيل "راموس" من موقعه الرسمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon