توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفراح الكرة وأحزانها

  مصر اليوم -

أفراح الكرة وأحزانها

بقلم : عمرو الشوبكي

يحتاج الشعب المصرى جرعة كبيرة من الفرح، حتى لو كانت من أجل التأهل لكأس العالم لا الحصول عليه، وفرح المصريين التلقائى والعفوى عقب فوز منتخبهم الوطنى على الكونغو كان كبيرا وحقيقيا، حتى لو رآه البعض مبالغا فيه، وأنه لا يعوض التعثر فى مجالات اقتصادية وسياسية كثيرة.

نعم، الانتصار فى كرة القدم يضفى فرحة وبهجة مطلوبة وطبيعية، فهى كالحزن، دليل حياة، حتى لو شابها بعض المبالغات، وإن هذا الحب الجارف والسعادة الغامرة بالنصر لا يخصان بلادنا النامية فقط، إنما يخصان أيضا البلاد المتقدمة، سواء كنا نعيش فى ظل نظام ديمقراطى أو غير ديمقراطى، يعجبنا أو لا يعجبنا.

والمؤكد أن تصاعد اهتمام الشعوب فى العالم كله وولعها بالمنافسات الرياضية مؤخرا جاء عقب انتهاء الحروب فى أوروبا ومعظم دول العالم (ماعدا عندنا طبعا) وتراجع حدة الانقسامات الأيديولوجية، التى كانت تستقطب الناس، وأصبح دعم الفرق الرياضية نوعا من الوطنية، بعد أن تراجعت الحروب والصراعات الدموية.

الفرحة واحدة بين كل شعوب الأرض، ولسنا أقل من غيرنا أن نفرح بصعود منتخبنا لتصفيات كأس العالم حتى ينكد علينا موتور أو جاحد، فهو شعور طبيعى وإنسانى فى كل بقاع الدنيا، الفارق- ربما الرئيسى- بين تعامل مجتمعاتنا مع الرياضة وبين المجتمعات الأخرى المتقدمة أن الأخيرة لديها ما تفتخر به غير الرياضة من تقدم صناعى واقتصادى وديمقراطية سياسية تضفى على فرحة لحظة الفوز أو حزن لحظة الهزيمة قدرا من التوازن، وهذا ربما الفارق بين شعور الألمانى مثلا إذا فاز أو خسر كأس العام بأن وراءه أقوى اقتصاد فى أوروبا وثالث أقوى اقتصاد فى العالم، وهو يختلف عن شعور الأرجنتينى أو المكسيكى أو المصرى، الذى تعانى بلاده مشاكل اقتصادية واجتماعية جمة.

كما أن المعارك الكروية التى تجرى بين الفرق الأوروبية، مثل تلك التى شهدتها فرنسا فى يورو 2016، أكثر قسوة ودموية (بما لا يقارن) من تلك التى تشهدها الملاعب العربية، وبدا سوء سلوك جمهور الفيصلى فى الدورة العربية الأخيرة التى جرت فى القاهرة لعب أطفال مقارنة بما حدث فى أكثر من مدينة فرنسية على يد الجمهور البريطانى وغيره أثناء البطولة الأوروبية.

الفارق أن سوء السلوك الرياضى لقلة منحرفة لا يؤثر على علاقة الدول المتقدمة ببعضها، فلا تدافع أى دولة عن مشجعيها المخربين لأنهم أبناؤها، ولنا أن نتخيل رد الفعل بين بلدين عربيين لو مات- لا قدر الله- 39 مشجعا فى مباراة، وهو الرقم الذى سقط عام 1985 نتيجة اعتداء بعض جماهير ليفربول الإنجليزى على مشجعى فريق يوفنتوس الإيطالى، وكيف كان حجم الإدانة الرسمية والشعبية فى بريطانيا لما جرى، والشعور البريطانى بالعار، وبصورة ربما غطت على مشاعر الحزن الإيطالية، ومنذ ذلك التاريخ وُضعت خطط أمنية صارمة للحيلولة دون تنقل هؤلاء المخربين بنفس السهولة السابقة فى الملاعب الأوروبية.

فرحة الشعب المصرى بالصعود لكأس العالم كبيرة وحقيقية ومستحقة، ويجب أن تكون بداية لتلافى الأخطاء التى وقع فيها المنتخب طوال مبارياته السابقة، والبناء على هدف مجدى عبدالغنى الشهير، لا التقليل أو السخرية منه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفراح الكرة وأحزانها أفراح الكرة وأحزانها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon