توقيت القاهرة المحلي 01:37:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

١٠٠ يوم حرب

  مصر اليوم -

١٠٠ يوم حرب

بقلم - عمرو الشوبكي

رغم الكلام الدعائى الذى استخدمه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان حميدتى، فى حديثه أمس الأول أمام قواته، واتهام الجيش بأنه يعمل بتعليمات قادة النظام السابق، وسمى بعضهم، فإنه أقر بوجود تجاوزات من قلة من عناصر الدعم السريع، وأعلن تبرئته منهم، وبدا واضحًا أنه لم يقدم خطة حقيقية للتسوية ولم يقدم تنازلات، إنما استعراض قوة شكلى وتأكيد حضور عسكرى وسياسى قد يفيده فى المفاوضات العائدة فى جدة.

ولا يزال خطاب قادة الحرب فى السودان لا يتناسب مع حجم الخراب الذى شهدته البلاد جراء هذه المواجهات الدموية بين الجيش والدعم السريع، خاصة بعد أن تجاوزت ١٠٠ يوم سقط فيها أكثر من ٣ آلاف قتيل، وتم تدمير أجزاء من العاصمة ومدنها الثلاث وانتقال القتال إلى العديد من المدن والولايات الأخرى.

وقد فر حوالى مليون شخص خارج السودان، كما قدرت الأمم المتحدة أعداد النازحين بثلاثة ملايين، ورصدت ألاف الكوارث الإنسانية والصحية نتيجة تضرر أكثر من نصف مستشفيات العاصمة وانهيار المنظومة الطبية ونقص المواد الغذائية.

ورغم أنه كان واضحًا منذ اللحظة الأولى أن هذه الحرب لا غالب فيها ولا مغلوب، ومع ذلك استمرت ٣٥ يومًا قبل أن يجتمع الطرفان المتحاربان فى جدة فى ٢٠ مايو الماضى برعاية أمريكية سعودية، ووقّعا على أثرها على اتفاق وقف إطلاق نار لم يصمد كثيرًا أمام رغبة الجانبين فى حسم الصراع بالقوة المسلحة.

وجاءت تعبئة قوات الحركة الشعبية (شمال) ثم مقتل حاكم دارفور ليزيد من رقعة المواجهات فى أكثر من ولاية سودانية، ووصف بعضها وتحديدًا فى دارفور بجرائم ضد الإنسانية وعمليات تطهير عرقى.

إن مشاهد الدمار والقتل فى السودان فى حرب عبثية لن يستطيع أى طرف أن يلغى فيها الآخر، فلا يمكن أن تشطب جيشًا بحجة أن بعض مَن يقوده هم فلول النظام القديم، ولا يمكن أن تبيد قوة مسلحة قوامها ١٠٠ ألف عنصر بحجة أنها ميليشيا متمردة.

صحيح أن المفروض أن تدمج كل القوى المسلحة فى المؤسسة العسكرية بعد تجديد قيادتها وتأكيد حيادها ومهنيتها، لا العكس.بعد أكثر من ١٠٠ يوم حرب فى السودان، حان الوقت لحساب الخسائر والمكاسب ليكتشف معها الطرفان أن كليهما خاسر، وأن العودة فى الأيام القادمة إلى مسار جدة يجب أن تكون الفرصة الأخيرة لكلا الطرفين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإلزامهما، وخاصة قوات الدعم السريع، بضرورة التمييز بين المدنيين والمقاتلين وبين الأهداف المدنية والعسكرية، وتقديم حماية مطلقة للمدنيين وممتلكاتهم وحريتهم فى التنقل، وحظر النهب والسلب.

إن الالتزام بهذه النقاط سيعنى التقدم خطوات نحو تسوية شاملة لا تعيد مسار المرحلة الانتقالية السابقة، إنما تؤسس لمرحلة جديدة بشروط وقواعد جديدة وملزمة للجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

١٠٠ يوم حرب ١٠٠ يوم حرب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon