توقيت القاهرة المحلي 19:45:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعايش مع الأزمة

  مصر اليوم -

التعايش مع الأزمة

بقلم - عمرو الشوبكي

أخطر ما يمكن أن يواجه مجتمعًا من المجتمعات هو التعايش مع أزماته دون أى مراجعة أو تصحيح للأخطاء، وأخشى أن يصبح الوضع فى السودان أقرب إلى تجارب مأزومة، بعد أن اقترب عمر الأزمة السياسية من عام كامل، منذ أن قرر الفريق برهان الإطاحة برئيس الحكومة عبدالله حمدوك ثم عودته مرة أخرى ثم استقالته.ومنذ ذلك التاريخ والبلاد تشهد مظاهرات احتجاجية فى مواجهة المجلس العسكرى آخرها ما جرى منذ عدة أيام وسقط فيها قتيل واحد، وهى احتجاجات تزيد وتخفت دون القدرة على تغيير المعادلات القائمة.

إن اعتماد القوى الاحتجاجية والثورية على مظاهرات واحتجاجات الشارع كورقة ضغط شبه وحيدة على المجلس العسكرى ورفض التفاوض معه مَثّل أحد أسباب استمرار الأزمة لأنه يختزل طاقة التغيير فى الاحتجاج والرفض وليس البناء المؤسَّسى وتقديم البدائل للحكم الحالى.

ولو افترضنا أن الاحتجاجات الحالية نجحت فى إسقاط حكم المجلس العسكرى، فهل ستستطيع تقديم بديل للفراغ الذى ستُحدثه فى ظل الانقسام الحادث داخل القوى المدنية والثورية؟. الإجابة بالقطع لا.

إن السؤال الذى يجب أن تطرحه قوى التغيير فى السودان يجب أن ينطلق من أسباب عدم استمرار الحكم المدنى إلا 15 عامًا منذ استقلال البلاد عام 1956 حتى الآن، ولماذا كان يستمر الحكم العسكرى عقودًا والمدنى لسنوات رغم الثقافة المدنية العميقة والوعى السياسى الكبير الذى يتمتع به الشعب السودانى؟.

والحقيقة أن المشاهد الملهمة لخروج الجماهير إلى الشوارع وتضحياتها من أجل نَيْل حريتها وكرامتها تمثل نصف الطريق نحو بناء نظام جديد، ولا تضمن فى ذاتها الوصول إليه ما لم تكن هناك مؤسسات سياسية قادرة على الحكم والإدارة، وليس فقط أو أساسًا جماعات ثورية قادرة على الرفض وعاجزة عن البناء.

والحقيقة أن مشاهد السودان الحالية تقول إن هناك قوى احتجاجية تتظاهر ضد حكم المجلس العسكرى وتطالب بحكم مدنى، وفى نفس الوقت هناك مكون عسكرى يعرف تباينات داخلية وغير قادر على الحكم بمفرده، وبدلًا من أن تصل القوى المدنية والمجلس العسكرى إلى نقطة تفاهم يستمر كل طرف فى استخدام أدوات قوته للضغط على الآخر، ويتناسى أن السودان بلد متنوع ومنقسم فى نفس الوقت مناطقيًّا وقبليًّا وبه قوى تقليدية مؤثرة وقوى مدنية وسياسية حديثة مؤثرة أيضًا، كما أن فيه مجلسًا عسكريًّا يضم الجيش السودانى ومعه قوات الدعم السريع، وهو وضع غير موجود فى الجيوش الوطنية المحترفة، ويُعد من إرث النظام السابق، ويجب أن يتكاتف الجميع بالتوافق على تجاوزه. لكى يتعايش السودان مع أزماته، مطلوب أن يُنهى المرحلة الانتقالية فى أقرب وقت، وأن تتوافق مكوناته الرئيسية على رجل/ مشروع جسر يقود البلاد فى السنوات القادمة بدلًا من توازن الضعف الهشّ الذى يخيم على المرحلة الحالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعايش مع الأزمة التعايش مع الأزمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon