توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة النفس الطويل

  مصر اليوم -

معركة النفس الطويل

بقلم : عمرو الشوبكي

معركة الدول الأربع، بقيادة السعودية والإمارات، فى مواجهه قطر لن تنتهى بالضربة القاضية ولن تستسلم فيها الأخيرة بسهولة، فهى معركة النفس الطويل التى ستُحسم بالنقاط لصالح الدول الأربع إذا أحسنت استخدام أوراق قوتها وهى كثيرة وحددت مطالبها فى أهداف محددة بعيدا عن العموميات والمطالب الكثيرة التى خرجت فى بداية الأزمة.

وقد وضح منذ مؤتمر القاهرة الشهر الماضى ثم مؤتمر المنامة، أمس الأول، أن الدول الأربع انتقلت من مرحلة التوسع فى المطالب حتى وصلت إلى 13 مطلبا إلى مرحلة التحديد والوضوح فى مطالب ستة، وحققت فيها تقدما على الساحة العربية والدولية، وتتمثل فى:

1- الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة.

2- إيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف.

3- الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013، والاتفاق التكميلى وآلياته التنفيذية لعام 2014، فى إطار مجلس التعاون الخليجى.

4- الالتزام بكافة مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى عُقدت فى الرياض فى مايو 2017.

5- الامتناع عن التدخل فى الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة على القانون.

6- مسؤولية كافة دول المجتمع الدولى فى مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

والحقيقة أن هذا الخط أكثر رصانة وقدرة على التأثير فى دول العالم من خطاب البدايات، ويفتح الباب أمام تحديد أكثر لطبيعة المعركة مع قطر، خاصة بعد أن نجحت الأخيرة فى التسويق لخطاب مظلومية سياسية عالمى، وأقامت حملات إعلامية ودعائية حشدت فيها مؤسسات صحفية ومراكز أبحاث كبرى ومنظمات حقوقية تدافع عن حرية الصحافة فى مواجهه مطلب إغلاق قناة الجزيرة، فى حين أن مشكلة العالم العربى ليست مع اسم قناة فى ذاتها إنما مع المادة التحريضية التى تبثها هذه القناة حتى أصبحت الصوت الوحيد فى العالم الذى يدافع عن التكفيريين والإرهابيين تحت غطاء حرية الرأى والتعبير، فالمطلوب هنا تغيير جذرى فى السياسة التحريرية وفى مواد التحريض والتخريب وليس إغلاق قناة.

صحيح أن لقطر أسلحة هاجمت بها الدول الأربع على كل المستويات حتى وصل الأمر إلى تقديم طرح تخريبى بتدويل مناسك الحج تحت حجة أن هناك قيودا مفروضة على الحجاج القطريين فى محاولة لترويج صورة ذهنية عن قطر المظلومة والمحاصرة بدلا من قطر المترفة الثرية والداعمة للإرهاب والإرهابيين، وتقديم نفسها على أنها البلد الذى يدافع عن حقوق المظلومين والضعفاء فى مواجهه الاستبداد والاستعلاء، حتى نالت تعاطف البعض.

أسلحة الدول الأربع أكبر وأهم من أسلحة قطر ليس فقط بسبب التفاوت فى أوزانها الاستراتيجية والسياسية، إنما أيضا لأنها ركزت على قضية واحدة مركزية ذات صدى دولى وهى دعم قطر للإرهاب والترويج له من خلال أذرعها الإعلامية بالإضافة لتآمرها على دول عربية وخليجية وتدخلها فى شؤونها.

ستنتصر الدول الأربع فى معركتها إذا اعتمدت سياسة النفس الطويل ولم تتباهَ بقوتها وتفوقها الذى تستغله قطر فى الترويج لخطاب الاستضعاف والمظلومية، وأن يتحول خطاب الدول الأربع إلى منصة للبناء والسلام فى مواجهة منصة الموت والخراب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة النفس الطويل معركة النفس الطويل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon