توقيت القاهرة المحلي 12:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقاش حول القماشة

  مصر اليوم -

نقاش حول القماشة

بقلم - عمرو الشوبكي

تلقيت العديد من الرسائل تعليقا على مقال «حجة القماشة» اخترت منهم اثنتين، الأولى من الأستاذ محمد السيد رجب مدير عام سابق من الإسكندرية وجاء فيها:

المقصود بالقماشة نوعية الشعب وإمكانياته، وهل هو قماش دمّور أو بفته أم صوف أم حرير؟ وعلى سبيل المثال، فإن قماشة الشعب الإنجليزى أو الفرنسى لم تخلق من البداية جيدة أو راقية ولكن الذى جعلها على هذا النحو من الجودة والرقى، الحكومة الرشيدة والحكم الديمقراطى والتخطيط الجيد.

كانت لندن «تشارلز ديكنز» فى القرن التاسع عشر فقر وجهل ومرض، منازل بدون حمامات، شوارع تخترقها مياه الأمطار، يموت فيها عشرات الآلاف من الأمراض والأوبئة! من الذى غيّر ذلك كله خلال قرن واحد: حكومات مسؤولة برلمان قوى عدم تداخل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ندرة الفساد والتربح والرشوة، وأخيرًا تخطيط واضح.

إن قماشة الشعب المصرى عام 1960 مثلًا كانت جيدة، تعليم منتظم يعتمد على مدارس الحكومة، رعاية صحية معقولة، مئات المصانع تنتج الكستور والدمور والبفتة لعامة الشعب وتنتج أقمشة راقية يتم تصديرها إلى أمريكا والغرب مثل الصوف سوبر فانسى 1001 والقماش اللينو الذى أبهر العالم وكان يتحمل الغسيل والمكوى عشرات السنين، وأيضًا مصانع تنتج فرن بوتاجاز 2 ونصف شعلة، وكان الوزراء يستخدمون هذا الفرن الثلاجة والغسالة والسخان إيديال، الدواء والسماد والأسمنت والزجاج وأدوات الكهرباء بكافة أنواعها ما الذى حدث فى القماشة؟! الذى حدث هو إهمالها واحتقارها عمدًا واستبدالها بقماشه أخرى يتم استيرادها حيث الاستيراد أكثر ربحية ونفعًا لعشرات من رجال الأعمال بما لا يقارن! وللمناسبة، ما هى نوعية قماشة مجلس نيابى منتخب يعجز عن تنفيذ حكم قضائى بإعادة الحق إلى نائب ناجح فى دائرته؟!.

أما الرسالة الثانية فجاءت من الدكتور أحمد سلامة وجاء فيها: ما أحسنتم تسميته بالقماشة، هو ما صارت إليه «تركيبة» المصريين منذ يوليو 52 (اختلفت مع الدكتور فى التاريخ). والقماشة هى ناتج انهيار فى منظومة القيم التى كانت تعتنقها كافة الطبقات الاجتماعية، وأهمها احترام العرف والقانون والآخرين، وأيضا احترام النفس بإلزامها بحسن الأداء فى العمل والتعامل. وإذا نظرتم لقماشة ذلك الزمان، فستجدون سلامة الأداء فى كافة المجالات: السكة الحديد (العناية والمواعيد)، التعليم (الطالب والمعلم)، المرور (الطريق للسيارات والرصيف للمشاة، والرقابة المتواصلة من رجال البوليس)، والصحافة والإذاعة، والمعاهد الفنية بأداء مهنى متميز، والتكافل (متبرعون بمستشفيات وجمعيات لبناء المدارس)، وقواعد الصناعة والزراعة والتجارة... إلخ.

وللحقيقة والتاريخ، فقد كان تواجد المهاجرين الأوروبيين إضافة طيبة للأصالة فى العمل والتعامل. ولعل ذلك يدعو للتفكير فى استحضار خبراء من الدول المتقدمة فى كافة المجالات، ولعل تجربة المدارس اليابانية والأطباء الموفدين للتدريب بالخارج تكون بداية لهذا الفكر من البحث والاستفادة مما لدى البلاد المتقدمة.

ولعل القماشة بعد ذلك تزداد متانة وبهاء.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاش حول القماشة نقاش حول القماشة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon