توقيت القاهرة المحلي 11:29:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار مجانية التعليم

  مصر اليوم -

حوار مجانية التعليم

بقلم - عمرو الشوبكي

أزمة التعليم فى مصر أزمة عميقة، والتعامل معه على أنه مصلحة حكومية تطلب قرارات فجائية وغير مدروسة أمر يعقد أزمته كل يوم.

ما قاله وزير التعليم عن أن المجانية ظلم اجتماعى كلام كالعادة غير دقيق، لأن الظلم الاجتماعى هو أن يُمنع طالب متفوق من الاستمرار فى الدراسة لأنه غير قادر على تسديد المصاريف، فى حين أن المطلوب هو بناء نظام تعليمى حديث، ثم نبحث بعد ذلك عن الإجابة عن سؤال: هل الدولة قادرة على الإنفاق على التعليم لا اختزال مشاكله بسطحية شديدة فى المجانية؟!.

يقينا، فى العالم المتقدم هناك نموذجان (كلاهما ناجح ومتقدم) فى قضية الإنفاق على التعليم: الأول مجانى مثل فرنسا وألمانيا، فى الأولى تعلمت من الماجستير حتى الدكتوراه بالمجانى، أى بمصروفات رمزية مثل ما يدفعه الطالب الفرنسى، وحصلت على نفس المميزات والخدمات، وهناك النموذج الأنجلوساكسونى فى بريطانيا وأمريكا، حيث التعليم بنفقات، وهنا يتّبع نظام منح للطلاب غير القادرين، بحيث يستحيل أن يُمنع طالب من استكمال دراسته بسبب عدم مقدرته على دفع المصروفات.

إذاً تحميل المجانية مسؤولية فشل النظام التعليمى هو فشل مكتمل الأركان، فالمطلوب أولا أن يكون هناك تعليم، وإذا ثبت أن الدولة غير قادرة على الإنفاق على التعليم، خاصة الجامعى، فعليها أن تبدأ بمطالبة الطلاب القادرين بدفع مصروفات معقولة لتعليمهم (لا تُقارن بما يدفعه طلاب الجامعة الأمريكية مثلا)، ويستثنى منها الطلاب غير القادرين.

فالمطلوب تطوير منظومة التعليم، لا استهداف المجتهدين من غير القادرين وكأنهم أعداء للوزارة والدولة.

يقينا، تحتاج مصر إلى ثورة فى منظومة التعليم ومناهجه، ومراجعة شعار المجانية الذى أفرز طلابا لا يتعلمون الكثير فى المدارس الحكومية، وغير قادرين على منافسة خريجى المدارس الأجنبية فى سوق العمل، وفى نفس الوقت ينفقون أموالا على الدروس الخصوصية، ومع ذلك نسميه التعليم المجانى.

مشاكل التعليم كثيرة، وتركناها حتى وصلت لمنحنى خطر، وأهمها وضع التعليم الحكومى والمدارس الحكومية (لم تطور)، ومناهج التعليم (تطورت جزئيا)، وأوضاع المعلمين (تدهورت).

على الدولة ووزيرها، الذى لا يُصلح التعليم، التركيز على تطوير مناهج التعليم والمعلم بدلا من اعتبار التابلت هو رمز التقدم، والتوقف عن استهداف بعض المدارس الخاصة ثم البحث بعد ذلك عن نفقات تطوير التعليم بما فيها دفع القادرين على المساهمة فى مصروفات التعليم بضوابط وبشرط ألا تمس الطلاب المجتهدين من غير القادرين.

أصلحوا منظومة التعليم، وضعوا خطة جديدة لتطويره بعيدا عن الشعارات المكررة التى تختزل مشاكل التعليم فى المجانية، فالتعليم يجب أن يكون عنوان تقدمنا لا دليل أزماتنا.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار مجانية التعليم حوار مجانية التعليم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon