توقيت القاهرة المحلي 21:22:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلاح قطر

  مصر اليوم -

سلاح قطر

بقلم : عمرو الشوبكي

طالعنا العديد من الصحف العربية والعالمية بخبر يقول إن قطر وقعت، أمس الأول، على خطاب نوايا مع وزير الدفاع البريطانى لشراء 24 طائرة طراز «تايفون»، وهى بذلك تكون صفقة السلاح الرابعة، منذ بداية الأزمة مع الدول العربية الأربعة، بدأتها بصفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشراء 36 طائرة إف 16، بقيمة 12 مليار دولار، ولم يحل اشتعال الأزمة مع الدول العربية الأربع وانتقاد الرئيس الأمريكى علنا لقطر وسياساتها فى دعم الإرهاب من إتمام هذه الصفقة.

كما قامت قطر بشراء غواصات من إيطاليا وأسلحة مختلفة من فرنسا حتى انتقلت فى أشهر الأزمة وفق مصادر غربية من كونها ثالث أكبر مستور للسلاح فى العالم إلى الأول.

يقينا صفقات السلاح القطرية كبيرة وتزايدها بهذه الطريقة فى الأشهر الثلاث الأخيرة ليس له أى هدف عسكرى، فالجيش القطرى من ضمن الجيوش الشديدة الضعف فى المنطقة، وهو قادر على شراء أسلحة للتكديس، ومرتزقة للدفاع عن إماراته الصغيرة، لا الدخول فى حروب من أى نوع ويصر على إبرام صفقات سلاح يومية لأغراض بالكامل سياسية.

يقينا هناك اعتبارات سياسية فى أى صفقة سلاح تقوم بها أى دولة فى العالم، بما فيها صفقات السعودية والإمارات ومصر، ولكن هناك أيضا اعتبارات عسكرية واستراتيجية وراء إتمام، مثل هذه الصفقات.

قطر توظف صفقات السلاح بالكامل لدفع الدول الغربية لعدم الضغط عليها حتى اتخذت جميعها موقفا محايدا من الأزمة القطرية، وتدعو جميع الأطراف للحوار على مائدة مفاوضات واحدة.

قطر لم تكتفِ فقط بتوظيف ورقة السلاح العالمية، إنما وظفت أوراقها الإقليمية، ونجحت فى أن تنال تعاطف قطبين متناقضين أو على الأقل مختلفين، وهما تركيا وإيران، وكلاهما دعماها لحساباته الخاصة، فإيران دعمتها فقط نكاية فى السعودية، أما تركيا، فقد دعمتها لحسابات اقتصادية وإخوانية على السواء.

فقطر التى تلعب على كل الحبال لديها قنوات مفتوحة مع حزب الله، ومع جبهة النصرة فى سوريا، ومع حماس والإخوان وإسرائيل، ومع حلفاء تركيا فى سوريا ومع أعدائهم، وتدعم كل الجماعات الإرهابية فى ليبيا نكاية فى مصر، فهى تحمل الموقف وعكسه، وهى ثورية حسب الطلب والأهواء، فترفع راية الثورة والتغيير، إذا كان الإخوان فى المعارضة، وتتحول إلى داعية استقرار ورفض للثورية إذا كان الإخوان فى السلطة.

لقد وظفت قطر عنوان كتاب الراحل الكبير محمد حسنين هيكل «السلاح والسياسة» بصورة جديدة وغير مسبوقة، بأن اشترت سلاحا لا تحتاجه وغير قادرة على استخدامه، لاعتبارات فقط سياسية حتى تحافظ على حكمها وسياساتها، والمطلوب من الدول العربية المقاطعة ألا تكتفى فقط بالحملات الإعلامية، إنما لا بد أن تمتلك أوراق ضغط محددة بأهداف وتكتيكات واضحة، ولو بحرمان قطر من تنظيم كأس العالم الذى حصلت علية عبر عمليات فساد فجة، وتعمل على تغيير مسار الحكم، عبر إحداث اختراقات داخل العائلة الحاكمة، كما يحدث الآن مع «آل ثانى»، وستصبح الورقة الخليجية السعودية هى الحاسمة فى صراع «العائلات»، لأن العالم لن يحارب معركة قطر، إنما سيستمر فى الجرى وراء مصالحه، ويبيع السلاح لها دون أن يمنع ذلك من أنه فى النهاية سيصفق للمنتصر، ما لم يهدد مصالحه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح قطر سلاح قطر



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 21:19 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يرد على تصريحات المخرج محمد سامي

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الضوء في الليل يزيد فرص الإصابة بالسكري

GMT 19:58 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حسين الشحات مهدد بالحبس فى أزمة الشيبى

GMT 00:21 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

أسعار الدولار في البنوك المصرية الأحد

GMT 00:41 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

ريال مدريد يزيل "راموس" من موقعه الرسمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon