توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقاومة والمسار السياسي

  مصر اليوم -

المقاومة والمسار السياسي

بقلم - عمرو الشوبكي

يمكن القول إن فشل مسار التسوية السلمية وإجهاض إسرائيل لاتفاق أوسلو، كان أحد الأسباب الرئيسية وراء قيام حماس بعملية غزة يوم السابع من أكتوبر الجارى، بكل تداعياتها على الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.

والمؤسف أن الجراح السابقة على عملية غزة لن تختفى، بل ستتعمق بعد العملية الإسرائيلية، فقد خلّفت حتى الآن أكثر من ضِعف الضحايا الإسرائيليين، بينهم ٧٠٠ طفل فلسطينى، واقترب المصابون من ١٠ آلاف. والمعروف أن الفصائل الفلسطينية دخلت فى مواجهات مسلحة مع الدولة العبرية لم تؤد إلى تسوية، على عكس انتفاضات الحجارة فى 1987 والتى اندلعت أحداثها فى أعقاب عملية دهس قام بها سائق شاحنة إسرائيلى يوم 8 ديسمبر 1987 بحق مجموعة من العمال الفلسطينيين العزّل فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لم يؤد بالعالم الغربى إلى وصف السائق الإسرائيلى بأنه إرهابى مثلما يفعل مع المتطرفين الإسلاميين.

وقد كان هذا الاعتداء هو الشرارة التى فجّرت «انتفاضة الحجارة»، حيث تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين فى مختلف المدن لفلسطينية، واستشهد منهم 1162 فلسطينيًا، بينهم حوالى 241 طفلًا، وأصيب نحو 90 ألفًا، مع تدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من المزارع الفلسطينية، كما قتل 160 إسرائيليًا أغلبهم جنود.

ويمكن القول إن انتفاضة الحجارة خلقت مسار تسوية سياسية وكانت سببًا رئيسيًا وراء التوقيع على اتفاق أوسلو فى 1993، وبمقتضاه عادت منظمة التحرير إلى جزء من الأراضى الفلسطينية وأسست السلطة الوطنية، وحصلت على حكم ذاتى كخطوة على طريق بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس.

ويمكن القول إن الانتفاضة الشعبية التى عرفت باسم انتفاضة الحجارة بكل ما مثلته من رمزية مدنية فى مواجهة جيش الاحتلال، هى التى ساهمت فى التوقيع على اتفاق سياسى، فى حين أن باقى الانتفاضات أو المواجهات المسلحة لم تسفر عن التقدم فى مسار التسوية السلمية.

صحيح أن العودة لاعتماد أسلوب المقاومة المسلحة كأداة رئيسية للمقاومة، جاء عقب شعور الفلسطينيين بخيبة أمل كبيرة من عدم وجود أى تقدم فى المسار السياسى، حيث استمرت إسرائيل فى ممارستها العدوانية بحق الشعب الفلسطينى وتضاعفت أعداد المستوطنين 7 مرات على مدار 20 عامًا، وأصبحت حوالى 40% من أراضى الضفة تسيطر عليها إسرائيل عبر بناء عشرات المستوطنات التى قضت تقريبًا على حل الدولتين.

وجاءت عملية غزة الأخيرة التى باغتت فيها حركة حماس، جيش الاحتلال بعملية خداع استراتيجى وقتلت أعدادًا غير مسبوقة من الإسرائيليين، لتثير رفض كل الدول الغربية بجانب الهند، وفتح مرة أخرى نقاشًا حول مستقبل عمليات المقاومة المسلحة وقدرتها على أن تخلق مسارًا سياسيًا يحقق التسوية.

تداعيات ما يجرى فى قطاع غزة ستكون خطيرة على المنطقة والقضية الفلسطينية، وإن الخطوة الأولى يجب أن تكون إنقاذ المدنيين الفلسطينيين، لأن التسوية السلمية باتت مؤجلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة والمسار السياسي المقاومة والمسار السياسي



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon