توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصلاح النظام لا إسقاطه

  مصر اليوم -

إصلاح النظام لا إسقاطه

عمرو الشوبكي

نظرية إسقاط النظم نظرية احتجاجية ارتبطت بالثورات أو الانقلابات، ويقينا أن إسقاط النظام لم يكن دائما عملا إيجابيا فكثيرا ما سقطت نظم بفعل انقلابات عسكرية أو تدخلات خارجية وأحيانا ثورات، وتحسر الناس على النظام الذى سقط بعدما شاهدوا ما هو أسوأ منه.

والحقيقة أن رحلة المصريين مع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» بدأت مع ثورة 25 يناير، وبعد أن زور نظام مبارك بقياده أحمد عز انتخابات 2010 تزويراً فجاً، وانسدت أمام الناس فرص التغيير السلمى، فكانت النهاية المحتومة وثورة الشعب وسقوط النظام.

واستمر مسلسل يسقط طوال سنوات ما بعد الثورة، من حكم العسكر حتى حكم الإخوان، وظل قطاع من الجماهير، خاصة الشباب، لديه قدرة على التحريض ضد النظم الحاكمة، وقدم ابتكارات كثيرة فى أنماط التعبئة السياسية التى حاصرت القوى الحاكمة، سواء كانت جماعة الإخوان أو الدولة الأمنية، مهما كان بطش الاثنتين وقسوتهما، دون أن ينجح فى تقديم البديل.

والحقيقة أن نظرية إسقاط النظام عادت لتطل برأسها مرة أخرى عقب مظاهرات «جمعة الأرض» بعد أن وجدت ظهيرا شعبيا يُعتدّ به معارضا للتنازل عن الجزيرتين بهذه الطريقة وفى هذا التوقيت، أى عقب زيارة الملك سلمان لمصر، وإعلانه عن دعم مالى، رسخ صورة ذهنية لدى الكثيرين بأنه كان المقابل للتنازل عن الجزيرتين.

ومع تزايد الاحتجاجات تصاعد فى نفس الوقت الحديث عن المؤامرة الخارجية والداخلية، وتحدث البعض عن وجود أجنحة داخل الدولة تسعى أيضا لإسقاط النظام والرئيس، وبقى السؤال: ماذا بعد إسقاط النظام؟

الحقيقة أن أزمة مصر، منذ ثورة يناير، أنها لم تحاول طوال تجارب «الإسقاط» أن تصلح النظام القديم، (ليس حباً فى سواد عينه)، بتقديم مشروع سياسى إصلاحى قادر على الحكم ولو بالشراكة مع النظام القديم.

والحقيقة أن البداية كانت مع سقوط نظام مبارك، فيقيناً أن سقوطه دون فتح مسار واضح لبديل سياسى إصلاحى سواء من داخل النظام أو من خارجه جعل الأوضاع عقب سقوطه أسوأ مما كانت عليه قبلها.

معضلة مصر فى 2011 مثل معضلتها فى 2013 مثل معضلتها فى 2016، فالمطلوب ليس إسقاط النظام ليتسلم طرف غير مرئى السلطة مرة ثانية، وتتحول الناس إلى مفعول بها للمرة الثانية، أو أن تدخل البلاد فى فوضى عارمة، إنما المطلوب، خاصة مع تصاعد موجات الاحتجاج، هو إصلاح النظام بالضغط عليه من أجل توسيع المجال السياسى والعمل على أن تكون انتخابات 2018 الرئاسية نموذجا حقيقيا للتنافس بين أكثر من مشروع سياسى، وتجاوز عصر الرئيس المنتخب بأكثر من 90%، بوجود مرشحين أقوياء وبرامج ورؤى متنافسة لصالح الوطن والمواطن.

المطلوب ليس إسقاط النظام إنما إصلاح أدواته ومؤسساته، وضمان أن هناك فرصا لتغييره عبر صندوق الانتخابات وليس إسقاطه لصالح ما هو أسوأ من الوضع الحالى، صحيح أن مسؤولية الوصول إلى تلك الصيغة مسؤولية مشتركة بين النظام والمعارضة، فهناك واجبات على الأول القيام بها حتى ينقذ البلد من مصير قد يكون هو الأصعب فى تاريخها منذ عقود طويلة، وأيضا مسؤولية المعارضة فى أن تقبل التنوع السياسى والفكرى الموجود داخل المجتمع حتى تثبت أنها قادرة على أن تتنافس وتتعايش مع بعضها البعض دون الحاجة إلى سيطرة سلطة الحكم والوصاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح النظام لا إسقاطه إصلاح النظام لا إسقاطه



GMT 02:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:31 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 07:42 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

إسرائيل و«حزب الله»... التدمير المتواصل

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon