توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دافعوا عن القضاء (1-2)

  مصر اليوم -

دافعوا عن القضاء 12

مصر اليوم

  لا أعرف إذا كان المطلوب هو تطهير جماعة الإخوان المسلمين أم القضاء، فالمؤكد أن الإخوان فى حاجة لتطهير خطابهم السياسى وكراهيتهم للدولة ومؤسساتها ورغبتهم المحمومة فى السيطرة والاستحواذ وإقصاء الآخرين، فى حين أن القضاء فى حاجة لإصلاح وتطوير مثله مثل كثير من مؤسسات الدولة. إن مظاهرات الإخوان، أمس الأول، التى رفعت شعار تطهير القضاء هى جزء من مسلسل الفشل فى التعامل مع مؤسسات الدولة بعد أن فقدت جانباً كبيراً من رصيدها المجتمعى، فهناك إصرار إخوانى على استكمال مسلسل الانتقام من الدولة والسيطرة عليها، وليس إصلاحها وتحسين أدائها. إن الذى يجرى مع القضاء المصرى هو محاولة فاشلة لهدم ما تبقى من دولة القانون، بعد أن تعرضت لضربات كثيرة فى عهد «مبارك»، وجاء «مرسى» ليقضى على ما تبقى منها ببث خطاب كراهية فيه من التطرف الكثير. مؤسف أن يكون المحرك الرئيسى لتصرفات الإخوان هو الانتقام من رئيس مخلوع سُلِّم للقضاء المصرى وليس لمحكمة ثورية، وحين قرر أن يخلى سراحه على ذمة قضية قتل المتظاهرين إعمالاً لصحيح القانون ثاروا عليه واتهموه بأبشع التهم. كيف يمكن أن يكيل الإخوان كل هذه التهم للسلطة القضائية التى بفضل إشرافها على الانتخابات أصبح «مرسى» رئيساً للجمهورية، وهل نسى الإخوان سريعاً أن هذا القضاء الذى يسبونه الآن كانوا هم أكثر المدافعين عن شموخه وعظمته فى العهد السابق؟ هل أنست السلطة الإخوان أنه بفضل هذا القضاء أُفرج عن كثير من أعضاء الجماعة فى عديد من القضايا التى لفقها النظام السابق لهم، ودفعته إلى إحالتهم إلى محاكم عسكرية حكمت بسجن خيرت الشاطر وإخوانه فى 2007 بعد سلسلة من الإفراجات المتكررة من قبل القضاء المصرى المحترم. إن من دعوا لتدمير القضاء تحت شعار تطهيره نسوا أنه بفضل هذا القضاء أُجريت انتخابات تشريعية شبه نزيهة فى 2005، تحملوا فيها إهانات بلطجية النظام السابق، بعد أن قاوموا بشرف ونزاهة محاولات حزب «مبارك» وبلطجيته فى تزوير المرحلة الثالثة من الانتخابات، ورفع الناس وقتها شعارهم الرائع «يا قضاة يا قضاة خلصونا من الطغاة». بفضل قضاة مصر حصل الإخوان على 88 مقعداً من مقاعد البرلمان فى انتخابات 2005، وحصلت معهم المعارضة على ما يقرب من 30 مقعداً آخر، ولولا الإشراف القضائى لما شهدنا هذا العدد من نواب المعارضة، وهو ما دفع «مبارك» إلى إلغائه فى انتخابات 2010، لتشهد مصر واحدة من أسوأ الانتخابات فى تاريخها المعاصر، وتكون سبباً فى اندلاع ثورة 25 يناير، وبعد الثورة توافق الجميع على أن الضمانة الوحيدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة هى وجود إشراف قضائى كامل. ورغم غرابة نظام الإشراف القضائى الكامل- براءة اختراع مصرية 100%- الذى يؤدى إلى إجراء الانتخابات التشريعية فى شهر ونصف الشهر، إلا أن إجماع القوى السياسية على أنه لا انتخابات نزيهة إلا بإشراف قضائى كامل كان دليل ثقة السياسيين فى مؤسسات الدولة والجهاز القضائى المصرى. لا أحد ينكر أن القضاء مثل باقى مؤسسات الدولة يحتاج إلى إصلاح، ولكن الإصلاح شىء والهدم شىء آخر، وإن ما يجرى هو مخطط لتدمير القضاء، بإقصاء قضاة غير مرضى عنهم ووضع آخرين مرضى عنهم، وهنا ستكون نهاية القضاء المصرى الذى بفضله نجت مصر من مصير مظلم.   amr.elshobaki@gmail.com نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دافعوا عن القضاء 12 دافعوا عن القضاء 12



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon