توقيت القاهرة المحلي 03:57:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يناير» العظيمة

  مصر اليوم -

«يناير» العظيمة

عمرو الشوبكي

ستبقى ثورة 25 يناير الحدث الأعظم فى تاريخ مصر المعاصر، فلأول مرة منذ أن أسس محمد على الدولة الوطنية الحديثة، ينجح الناس فى إسقاط الحاكم الفرعون من خلال ثورة شعبية، بعد أن كانت تجارب التغيير كلها تأتى من داخل الدولة ومن قمة الهرم السياسى، وأصبح الناس بعد يناير رقما فى معادلة الحكم فى مصر، حتى لو أخطأوا أحيانا، فتلك سمات التحولات الكبرى التى لن يوقفها أحد.

«يناير» يرفضها البعض، لأن هناك بعض مَن تحدثوا باسمها اعتبروها فرصة للاحتجاج والتحريض الدائم، واستدعوا من متاحف التاريخ نظريات ثورية انتهت من كل تجارب النجاح، وبالنسبة للإخوان كانت «يناير» فرصة للتمكين والقفز على السلطة، وكانت بالنسبة لثوار بعد الثورة من أصحاب الأيادى الناعمة فرصة للوجاهة الاجتماعية وتحويل الثورة النبيلة إلى مهنة، بعد أن خرسوا فى عهد مبارك حين كان للرفض والمعارضة ثمن، أما بالنسبة للملايين التى نزلت من أجل الحرية والكرامة والعدالة فهؤلاء غيَّروا بـ«يناير» العظيمة وجه مصر، ووضعوها على أول الطريق الصحيح، حتى لو تحمل مَن جاءوا إلى السلطة- عقب رحيل مبارك- مسؤولية إرجاعها إلى ما قبل الطريق الصحيح.

«25 يناير» صاحبة الشرعية الأساسية فى كل ما جرى بعدها، فلا تقُلْ لى إنك كان يمكن أن تصل لـ«يونيو» دون أن تمر عبر «يناير» ولا تقُلْ إن الأخيرة هى التى أوصلت الإخوان للسلطة، إنما أوصلهم مبارك الذى تركهم ينمون ويترعرعون فى عهده ويصبحون أكبر تنظيم فى البلاد.

«يناير» هى ملايين الشباب الذين لم يُلقوا حجرا على منشأة، ولم يتحرشوا بفتاة، وخرجوا يوم 28 يناير من مسجد الاستقامة فى الجيزة وهم يرددون شعارات العيش والحرية والكرامة، حتى لو اختار الإخوان أن يرسلوا رجالهم لحرق أقسام الشرطة، فإن الملايين ظلت ترفض الظلم بالكلمة النارية وليس السلاح النارى، وبرحيل مَن بقى فى السلطة 30 عاما وأراد أن يورِّثها لنجله.

«يناير» هى 18 يوما من الصمود السلمى فى وجه سلطة سياسية بقيت راكدة 30 عاما، وجاءت «يناير» وقالت لا كرامة ولا عدالة بدون حرية، وقبل الناس التدرج فى التغيير، وأعلنوا إيمانهم بالدولة الوطنية، ووثقوا فى جيشهم الوطنى ضامنا وحاميا للمرحلة الانتقالية.

أخطاء المجلس العسكرى جسيمة، فوصل الإخوان تحت إشرافه للسلطة فى انتخابات حرة دون أن يُلزمهم بدستور ولا بقواعد قانونية من أى نوع، وتحملت «يناير»- ظلما- هذا الوصول بدلا من إرث مبارك والإدارة السياسية الفاشلة.

وجاءت «يونيو»، ولولا «يناير» لما جاءت «يونيو» ولما جاء قادتها إلى الحكم، ولظل عواجيز مبارك يقتسمون السلطة مع شلة التوريث حتى الآن، ومع ذلك شُنَّت حملة سياسية وأمنية هى الأسوأ على ثورة يناير والمنتمين لها.

«يناير» ليست لها علاقة بالإرهاب، حتى لو كان عنوانه ولاية سيناء أو العقاب الثورى، و«يناير» ليس لها علاقة بالفشل الحكومى وسوء الأداء، فهى مسؤولية مَن فى الحكم وليس مَن فى المعارضة، و«يناير» ليست لها علاقة بمَن تاجروا باسمها أو مَن انقلبوا عليها، فهى لحظة عظيمة فى تاريخ هذا الشعب استمرت فى الاتجاه الصحيح 18 يوما، وتعثرت فى تحقيق أهدافها، بسبب غياب القيادة والبديل المقبول لدى أغلبية الشعب سواء جاء هذا البديل من ميادين التحرير أو من داخل الدولة.

ستبقى «يناير» هى الحلم الكبير والبوصلة الغائبة بأن هذا المجتمع قادر إذا أراد فى يوم من الأيام على بناء دولة القانون والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يناير» العظيمة «يناير» العظيمة



GMT 20:35 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon