توقيت القاهرة المحلي 02:47:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب القتلة

  مصر اليوم -

إرهاب القتلة

عمرو الشوبكي

صادمٌ وكارثىٌّ فيديو تنظيم داعش الإرهابى الذى بثه عدد من المواقع الصحفية والإلكترونية، ليس فقط بسبب بشاعة وقسوة المشاهد التى تضمنها، إنما بسبب هذا الحجم الهائل من مشاعر الكراهية الذى لم تعرفه مصر طوال تاريخها، بصرف النظر عن أخطاء النظم الحاكمة، وهى كثيرة.

والحقيقة أن التوصيفات التى استخدمت فى هذا الشريط بحق الجيش المصرى لا يمكن اعتبارها نتاج خلافٍ حول دور الجيش فى العملية السياسية، ولا رفضٍ لعزل مرسى أو إسقاط الإخوان، أو اعتبار الحكم الجديد عسكرياً، ولا بسبب انتهاكات حدثت بحق أهالى سيناء، كل ذلك قد يخلق معارضة مسلحة، ولكنه لا يمكن أن يخلق بشراً يحملون هذا الكم من الأحقاد ومن خطاب الكراهية المزرى بحق جيش وطنى بامتياز، بصرف النظر عن أى موقف من الحكم.

هل نعرف أن هناك تجارب ديكتاتورية عسكرية عرفها كثير من دول أمريكا الجنوبية واجهتها القوى السياسية بالمعارضة المدنية والشعبية، وحتى حين قرر القلة منها أن يواجهوا هذه النظم بالتنظيمات المسلحة لم يرتكبوا جرائم ذبح، ولم يحملوا خطاب كراهية متدنياً مثل الذى يقوم به إرهابيو «داعش» اليوم.

إن الجيش التركى مثلاً حين قام بانقلاب عسكرى عام 1980 اعتقل 400 ألف مواطن، فواجهته قوى سياسية عديدة بعضها حمل السلاح، وحتى التنظيمات الكردية التى لها «تار بايت» مع الجيش التركى لم تحمل خطاب كراهية يمكن مقارنته بما بثه هؤلاء الإرهابيون بحق الجيش المصرى.

أن تقول إننى أرفض كل الترتيبات السياسية التى جرت بعد 3 يوليو فهو موقفٌ يخلق معارضاً سياسياً أو ثورياً، وربما- على أسوأ الظروف- مشروع إرهابى هاوٍ يضع قنبلة بدائية هنا أو قنبلة صوت هناك، أو يدعو مجموعة من الإخوة أو الرفاق إلى أن يؤسسوا تنظيماً مسلحاً هدفه إسقاط نظام الحكم كما جرى أحياناً عندنا وعند غيرنا.

أما أن تصف الجيش المصرى بأنه «جيش الردّة»، ورجاله بـ«الطواغيت»، وتتجول بين الجثث، وتشمت فى الشهداء، وتفتخر بأنك تذبح وتقول «الله أكبر»، بعد أن تقتل بدم بارد كل من فى عربة شرطة وتعود لتحرقها، وتقول إن هذا بسبب السياسة ورفضك لعزل مرسى وللحكم الجديد، فهذا حتماً لا يفسر ما تفعله، وحجم الحقد الذى بداخلك، لأنه حتى التجارب التى شهدت اضطهاد طائفة لأخرى أو صراعاً عرقياً أو قومياً أو دينياً ممتداً لم نجد فيه مثيلاً لهذه الكائنات غير الإنسانية من دواعش العصر.

حتماً هناك أساس عقائدى وتفسير دينى منحرف وراء هؤلاء، وهناك حتماً أموال تدفع من أجل أن يقوموا بهذا «الشو المتدنى» فى حرب نفسية تستهدف معنويات الجيش والشعب معاً، وطاقة الكراهية والحقد والذبح بدم بارد تحتاج إلى علماء نفس واجتماع لتفسيرها وليس فقط خبراء أمن أو سياسة.

وإذا كان هناك من يختلفون مع المسار السياسى الحالى، ولا يرون أن الطريقة التى تدار بها البلاد هى الطريقة الصحيحة، إلا أن هذا لا ينفى حقيقة ساطعة: أن الجيش المصرى تلقّى نيابة عن الشعب طعنات القتلة وأحقاد الإرهابيين، لأن فى البلاد التى غاب منها- أو غُيِّب- الجيش الوطنى انتقم هؤلاء الإرهابيون من المواطنين العزل، ونكَّلوا بهم أشد تنكيل.

رحم الله شهداء الجيش المصرى الأبطال.

amr.elshobaki@gmail.com

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب القتلة إرهاب القتلة



GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صوتى لكامالا هاريس

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان.. خلاف الأولويات

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon