توقيت القاهرة المحلي 05:17:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إهانة الثورة

  مصر اليوم -

إهانة الثورة

عمرو الشوبكي

بدأت كخناقة هوائية بين اثنين إعلاميين أعلن على أثرها رئيس الجمهورية أنه ينوى إصدار قانون، فى غيبة البرلمان، يجرم فيه إهانة ثورة يناير،

وتفاوتت ردود الأفعال بين مؤيد لهذا التوجه من مؤيدى الثورة وبين معارض من كارهيها، ولكن الجديد أن هناك من معسكر المناصرين لثورة يناير من

رفض هذا التوجه بشدة، مثلما كان هناك مؤيدون من معسكر رافضى الثورة باعتبار أن ما يقوله أى رئيس هو الحق والصواب.

نعم يجب التوقف عن إهانة ثورة يناير وليس نقدها ولا الهجوم على رموزها ولا حتى انتقاد فكرة الثورة نفسها وما آلت إليه أوضاع البلاد نتيجة

الممارسات الثورية التى أعقبت يناير، فهى كلها أمور طبيعى أن تناقش وتنتقد ولا يمكن التعامل على أن نقدها يعنى إهانة الملايين التى نزلت فى

الشوارع.

والحقيقة نحن بحاجة إلى التوقف عن إهانة أى عمل إيجابى وعظيم يقوم به الشعب المصرى، فقد اعتاد بعضنا أن يكره أى إنجاز أو فعل ينقل البلد ولو

خطوة للأمام، حتى أصبح تاريخنا عبارة عن كوابح داخلية تشككنا فى كل أعمالنا الكبيرة.

فمثلا دور محمد على الحاسم فى تأسيس الدولة الوطنية الحديثة تاه فى ظل تفاصيل شابت حكمه ورددها البعض، وكأن الهدف هو طمس الجانب المضىء

من تجربته، ونفس الأمر ينسحب على سعد زغلول ومصطفى النحاس وحزب الوفد، قلب الحركة الوطنية المصرية، فالقضية ليست فى أخطاء الوفد إنما

محاولة هدم إيمان أغلب الناس بدوره، واعتبار أن الشعب كان مخطئاً فى اختياره.

وجاء عبدالناصر وألف الإخوان وغيرهم قصصا وحكايات حول حكمه، ودخلنا فى دهاليز وتفاصيل حتى ينسى الناس القيم والمبادئ التى عبر عنها فى

التحرر الوطنى والاستقلال واستقامته الشخصية ونزاهته النادرة، فقناة السويس التى أممها وغير بها خريطة العالم كانت ستعود لنا بعد 99 عاما من

افتتاحها، فلماذا أممها إذن، وكأن المطلوب أن تبقى شعوبنا خانعة ومستكينة وقتل إيمان الملايين بما يفعلونه ويؤمنون به باعتباره دائماً خطأ.

ما يجرى مع يناير هو موقف شبيه بما جرى فى السابق، لقد قام الشعب المصرى بأعظم وأنبل تحرك شعبى له منذ عقود، ونجح فى إسقاط نظام مبارك

الذى عرف فسادا وإفسادا ورتب توريثا، وبعدها ارتكبت قلة ممن شاركوا فى الثورة أخطاء وخطايا، وظهرت قلة أخرى حولت الثورة إلى مهنة ووظيفة،

وقله ثالثة إلى فرصة للصعود الاجتماعى دون أى إمكانات إلا المزايدة وشتيمة خلق الله.

وفى مواجهة هذه القلة ظهرت قلة أخرى اعتبرت أن ثورة يناير مؤامرة، وبدأ سيل الإهانات على ملايين من المصريين الذين نزلوا فى الشوارع،

ولولاهم لما جاء السيسى رئيساً، ولا سقط مرسى، ولا أصبح هناك مكان لكثير من الإعلاميين صنعوا جمهورهم من خلال اهتمام الناس بالسياسة الذى

صنعته يناير.

فى مصر نحن نجرم إهانة القضاة ورئيس الجمهورية والجيش وندين السب والقذف فى حق أى مواطن، وفى نفس الوقت استبحنا شتيمة الملايين من

المصريين واتهامهم بأبشع الألفاظ لأنهم نزلوا نيابة عن كثيرين ورفضوا الظلم والاستبداد، وترك البعض مشهد شباب مصر الرائع الذى نزل فى 12

فبراير بالآلاف ينظف كل الميادين معلناً أنه دقت ساعة العمل، ليصدع دماغنا بانحراف العشرات.

إهانة الشعب المصرى يجب أن تجرم، ويناير هى أعظم ما قدمه الشعب المصرى منذ عقود، أما رموز الثورة والتيارات المحسوبة عليها وممارسات ما

بعد يناير، بل وحتى فكرة الثورة نفسها فمن حقك أن تنقدها وترفضها بالكامل، وتقدم بديلك الإصلاحى الرافض للثورة، ولكن لا تتهم الملايين الذين

شاركوا فيها بالتآمر والخيانة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إهانة الثورة إهانة الثورة



GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صوتى لكامالا هاريس

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان.. خلاف الأولويات

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon