توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعليقات غير إخوانية

  مصر اليوم -

تعليقات غير إخوانية

عمرو الشوبكي

فى مقابل التعليقات «سابقة التجهيز»، التى أطلقها بعض أعضاء الجماعة على مقال «بدون إخوان»، تلقيت تعليقات كثيرة من مواطنين طبيعيين تحركهم آراؤهم وقناعاتهم الشخصية، حتى لو اختلفوا مع بعض ما جاء فى المقال.

من هؤلاء الأستاذ أحمد فايد، الذى اعتاد أن يتواصل معى من واشنطن بلغة عربية رشيقة، أعطتنى انطباعا (دون أن أعرف بشكل يقينى أو أسئلة) أنه فى الخمسينيات من العمر، وممن تعلموا فى مدارس الحكومة حين كانت منابر حقيقية للتعليم والوطنية، ولم تؤثر سنوات الغربة الطويلة على لغتهم ولا على ثقافتهم المدنية.

الدكتور المحترم عمرو الشوبكى:

أتمنى أن تكون فى أحسن حال وبصحة جيدة. قرأت مقالك «بدون إخوان» المنشور فى صحيفة «المصرى اليوم»، وبالرغم من اتفاقى معك على أن وجود «نظام سياسى كفء وعادل وقادر على المواجهة السياسية وعدم الخوف من الديمقراطية هو ما ينقصنا»، أختلف معك فى استنتاجك بأن مصر بدون إخوان لن يحدث فى الحاضر ولا المستقبل القريب.

فى اعتقادى، الدولة قادرة، إذا تواجدت الإرادة والعزيمة على القضاء على الفكر الإخوانى فى الحاضر والمستقبل القريب (وهنا لاحظ استخدام لفظ الفكر الإخوانى وليس أعضاء الجماعة، بما يعنى الرهان على حلول فكرية وثقافية وسياسية وليس فقط أو أساسا الحلول الأمنية). يحيا الإخوان على فكر دينى منحرف يلاقى قبولا عند قطاع محافظ من الشعب. هذا القطاع لا يجد فكرا دينيا فى المقابل يوضح مدى انحراف الفكر الإخوانى، ويبرز الخلط بين الدين الصحيح والأيديولوجية الإخوانية. للأسف، الأزهر غير قادر على هذا الدور، لضعفه علميا وإداريا، وإصلاحه من خلال حصره فى العلوم الدينية، وتنقيح المادة العلمية التى يدرسها أمر ضرورى جدا لمواجهة الأيديولوجية الإخوانية.

إذا كانت الدولة غير قادرة على إصلاح الأزهر لتحقيق مكاسب سياسية فى المدى القصير، فيجب على الدولة تشجيع المثقفين وحمايتهم فى نقد مواد الأزهر.

لابد من الفصل بين التراث الإسلامى والدين. التراث نتاج بشر يصيبون ويخطئون. الأزهر أو غيره من الباحثين فى الجامعات غير الأزهرية يجب أن يعيدوا قراءة هذا التراث وتنقيحه وحمايتهم من حملات التكفير والتشهير.

أنا لا أعارض وجود تيار سياسى محافظ له ميول دينية، على غرار الأحزاب الديمقراطية المسيحية فى أوروبا (وهذا ما أراه أيضا)، طالما التزمت تلك الأحزاب بمدنية الدولة والمواطنة. وطالما كانت شفافة فى عرض مواردها وإنفاقها، وطالما قبلت بدون أى تمييز عضوية المصريين فى أحزابها. لكن لن تتواجد تلك الأحزاب الإسلامية التى تلتزم حقا بالدولة المدنية والمواطنة، إلا إذا تم الإصلاح الدينى الذى تأخر كثيرا.

إلى أن تقوم الدولة والنخبة المصرية بدورهم فى هذا الإصلاح الدينى، يجب تذكير شعبنا، خاصة الشباب وصغار السن، بجرائم الإخوان فى المناهج الدراسية والإعلام. يجب أن توثق الدولة خطابات الإخوان التكفيرية، التحريضية، واعترافات الإرهابيين من الإخوان، وتذيع تلك المادة الوثائقية فى التليفزيون الرسمى وتعلق عليه بدون إهانات من خلال مفكرين مشهود بنزاهتهم. يجب أيضا إتاحة الفرصة للمنشقين عن الإخوان، أمثال محمد حبيب وثروت الخرباوى، فى التحدث للشعب من خلال التليفزيون الرسمى عن تجربتهم مع هذا التنظيم المنحرف دينيا.

خلاصة القول، إذا توافرت الإرادة والعزيمة، تستطيع الدولة القضاء على الفكر الإخوانى فى المستقبل القريب.

وفقكم الله وحفظ مصر من كل شر.

أحمد فايد، واشنطن، أمريكا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليقات غير إخوانية تعليقات غير إخوانية



GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon