توقيت القاهرة المحلي 19:23:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا تصبح حرباً بلا نهاية

  مصر اليوم -

حتى لا تصبح حرباً بلا نهاية

عمرو الشوبكي

البعض تعامل باستخفاف مع أزمة اليمن، والبعض الآخر تصور أنه يمكن حسم الصراع هناك بغارات جوية متتالية على مواقع الحوثيين وأنصار الرئيس السابق على عبد الله صالح، وهناك من اعتبر أنها فرصة لإثبات تصاعد الدور السعودى فى المنطقة وقدرتها على الوقوف فى وجه النفوذ الإيرانى.

والحقيقة أن بعض هذه التقديرات صحيحة، وبعضها الآخر غير صحيح، وبعضها الثالث إذا ترك لنهايته ستكون نتائجه كارثية على الجميع.

والسؤال المطروح لماذا يتعامل العرب ودول الخليج بعدم حماس مع المفاوضات المتعثرة فى جنيف بين الأطراف اليمنية المتصارعة؟ فى حين أن الحماس الزائد للصراع المسلح وفى استعراض كفاءة الطيارين الخليجيين، وخاصة السعوديين، عبر وسائل الإعلام وعبر خطاب تعبوى وطنى تحتاجه الدول العربية جميعها لحسابات لها علاقة بالداخل وليس بالضرورة الخارج.

والمؤكد أن هناك وعيا سعوديا عبر عنه الكاتب عبدالرحمن راشد، حين علق فى حواره الشهر الماضى فى «المصرى اليوم» على «عاصفة الحزم» قائلا: إنها فخ لا بديل عنه، بمعنى أن السعودية كانت مضطرة للدخول فى هذه الحرب بعد أن استباح الحوثيون اليمن كلها وعصفوا بالشرعية وهددوا أمن السعودية وباقى دول الخليج.

والسؤال المطروح الآن بعد فشل الجولة الأولى من مفاوضات جنيف: هل ستستمر الحرب بلا نهاية؟

إن الغارات الجوية لا يمكن أن تحسم أى حرب، وبالتالى يصبح المطلوب هو الوصول إلى توافقات صعبة، ولكنها غير مستحيلة بين الأطراف اليمنية المختلفة تسمح للشرعية، ممثلة فى الرئيس الهادى عبدربه منصور، بحكم البلاد بالعودة، والحوثيين بالعمل السياسى السلمى باعتبارهم مكونا مهما من مكونات الشعب اليمنى، خاصة أنهم ينتمون للطائفة الزيدية التى تبلغ تقريبا ثلث عدد السكان، والمطلوب هو إدخالهم فى العملية السياسية دون سلاح ودون حصانة الميليشيا، أى أن الحرب يجب أن تكون مؤقتة، وقد طالت، ومن أجل وضع اليمن على طريق الحل السياسى لا البقاء فى حرب استنزاف أبدية خطط لها أن تستنزف السعودية وباقى دول الخليج.

يجب أن يكون هدف كل الأطراف العربية والإقليمية ليس التلويح ببطولات عسكرية، لن تحسم الصراع فى اليمن، إنما ستحسمه طاولة مفاوضات يؤثر فى مسارها قدرات عسكرية ثبت للحوثيين ولغيرهم أنها موجودة وقادرة على الردع.

إن الحرب فى اليمن ليس هدفها الحرب ولا لكى نقول إن عندنا جيوشا قوية، لأن الجميع يعلم أنها كذلك (الجيش السعودى وفق تقديرات موقع «جلوبال فاير» فى 2014 ترتيبه الـثانى عربيا بعد الجيش المصرى والسابع وعالشرين عالميا)، فى حين الهدف هو التسوية والجلوس على مائدة التفاوض وتحويل الفشل فى جنيف إلى نجاح قادم.

الحرب ليست هدفا فى ذاتها، إنما هى وسيلة لإنقاذ اليمن من مصير أكثر سوادا فى حال تركها لميليشيات الحوثى وللرئيس السابق على عبدالله صالح، وأنها تهدف عبر التفاوض إلى إعادة بناء الدولة الوطنية فى اليمن بعد أن عرفت قبائل ومناطق وميليشيات أقوى من الدولة.

على الجميع، وخاصة السعودية، الاهتمام بمعركة المفاوضات مثلما تهتم بمعركة السلاح، وأن تظهر اهتماما أكبر بمسار المفاوضات والتنسيق مع أطراف أخرى مصرية وعربية لكى تساهم فى نجاحها.

ليس فى مصلحة دول الخليج العربى، وخاصة السعودية والإمارات، البقاء اللانهائى فى حرب عاصفة الحزم، إنما عليها أن تنتقل إلى مرحلة عاصفة الأمل بالسياسة والتفاوض، مهما كانت التضحيات لأنها ستصب فى صالح اليمن والخليج، وباقى الشعوب العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا تصبح حرباً بلا نهاية حتى لا تصبح حرباً بلا نهاية



GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon