توقيت القاهرة المحلي 18:19:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوارات خارج الحدود (2- 3)

  مصر اليوم -

حوارات خارج الحدود 2 3

عمرو الشوبكي

لا أعرف لماذا حين أذهب إلى دولة فى أقصى الشمال أستدعى معى رواية المبدع السودانى الكبير الطيب صالح «موسم الهجرة إلى الشمال»، حتى لو لم تكن هناك علاقة تذكر بين الشمال وأقصى الشمال، فبالنسبة لنا فى العالم العربى كل أوروبا الجنوبية شمال من إيطاليا والبرتغال حتى فرنسا واليونان، أما أقصى الشمال فأنت فى عالم آخر ليست له علاقة بالشمال الذى نعرفه، فأقصى الشمال هو البلاد الإسكندنافية، ومنها فنلندا وروسيا (المسافة بينهما ساعتان بالقطار)، وتذكرك بأفلام وروايات القطب الشمالى، حيث الصقيع القارس، والضوء الخافت، والفرو الذى يرتديه الناس ويذكرونك حين يتحركون بحركات رواد الفضاء.
أنت فى بلد لا ترى الشمس فى الشتاء، فالليل سيد الموقف، وأنت فى بلد لا يغيب عنه النهار فى الصيف لأنه يمتد 22 ساعة، وتندهش وتقول «سبحان الله» حين تصل مثل حالتى إلى العاصمة هلسنكى فى الحادية عشرة مساء، وتجد السماء مضيئة كأنك فى الغروب، فى مشهدٍ من الصعب أن تراه إلا فى دول أقصى الشمال، وأجملها هذا البلد الصغير فنلندا.
وقد نظم المؤتمر أحد أهم مراكز الأبحاث البريطانية (Forward thinking)، الذى وجه الدعوة إلى عمرو موسى واعتذر فى اللحظات الأخيرة، وإلى كاتب هذه السطور، وإلى د. عبدالمنعم أبوالفتوح، وأ. فكرى نبيل، بالإضافة إلى شخصيات عربية وتركية وإيرانية وخبراء ومسؤولين أوروبيين.
وبما أننى كنت خارج الحدود، فهذا يعطيك الفرصة أحيانا لمشاهدة كل القنوات التليفزيونية بما فيها القنوات الكارهة للشعب المصرى، وعلى رأسها الجزيرة، التى أذاعت حلقة خاصة عنوانها «الانتخابات فى مصر وسوريا»، فى محاولة للمقارنة بين التجربتين بلىّ الحقائق والبديهيات.
وقد كان أحد ضيوف هذه الحلقة الكارثية أستاذ علوم سياسية كويتياً مشهوراً (يسارياً سابقاً وليبرالياً حالياً)، حاول أن يقول إن هناك بعض الاختلافات بين البلدين، وهو ما لم يفعله الضيف الإخوانى الآخر.
أن تقارن الحرب الأهلية فى سوريا والثورة المدنية النقية التى اختطفها التكفيرون والجماعات الإرهابية المسلحة بما يجرى فى مصر فهو جريمة مكتملة الأركان، فأنت تتحدث فى مصر عن دولة وطنية وجيش وطنى ومؤسسات تعمل رغم ما فيها من قصور وسلبيات، وتقارنها بنظام طائفى هدم مدناً، وشرد وقتل مئات الآلاف من أبناء شعبه.
المقارنة بين مصر وسوريا جريمة إخوانية مكتملة الأركان، وهذا لا يعنى أن النظام فى مصر مثالى، وأن الدولة ديمقراطية وكفء، إلا أنه من المؤكد أن الدولة المصرية ليست مثل سوريا التى يوجد فيها نظام خطف الدولة لحسابه الخاص، ولا عائلة فاشلة تعيش على ريع آبار النفط لكى تنفقها يمينا ويسارا، وتصب عُقد نقص الإمارة الصغيرة على هدم كل دول المنطقة.
وفى نهاية اليوم، دعت الجهة المنظمة الحضور إلى عشاء فى أحد مطاعم هلسنكى الواقعة فى جزيرة صغيرة ملاصقة لشاطئ المدينة، حضره أيضا السفيران المصرى والسعودى، اللذان دعوا المجموعة العربية لغداء فى اليوم التالى، لم أحضره لسفرى.
وقد اكتشفنا فى هذا اللقاء سفيرا مصريا مثقفا، وهو محمود الديب، الذى أدهشنا أيضا بمعرفته بأدق تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية فى روسيا، وكأنه ولد وعاش فيها، ولم يكن فقط سفيرا بقى فى موقعه 4 سنوات، وامتد الحوار إلى تمشية بعد العشاء التى استمرت أكثر من ساعة فى مدينة خالية تقريبا من الناس، رغم أننا كنا فى وسط البلد والساعة لم تتجاوز الحادية عشرة، وتذكرنا فوراً قاهرة المعز التى لا تنام.
أما مضمون حلقة النقاش فيبقى هذا حديث الغد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات خارج الحدود 2 3 حوارات خارج الحدود 2 3



GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صوتى لكامالا هاريس

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان.. خلاف الأولويات

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon