توقيت القاهرة المحلي 15:28:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعبية السيسى

  مصر اليوم -

شعبية السيسى

عمرو الشوبكي

فى النظم الديمقراطية عادة ما يحصل أى مرشح على شعبيته من خلال نشاطه السياسى والحزبى، وعادة ما يخوض غمار العمل السياسى منذ نعومة أظافره ويكتسب مهاراته المهنية والسياسية من خلال عمل حزبى أو أهلى أو وظيفى أو إدارى، وفى الحالة المصرية فقد تكرر معنا منذ أكثر من 60 عاما نموذج الزعيم الذى يأتى من خارج المشهد السياسى وينال شعبية كبيرة عقب أول إطلالة له على الجماهير.
حدث ذلك مع عبدالناصر عقب ثورة يوليو 52 حين أطل على الناس وهو قادم من خارج النخبة الحزبية والسياسية ونال شعبية تلقائية أكبر من قادة الأحزاب التى ظلت تعمل على الأرض منذ ثورة 1919 وحتى ثورة يوليو 1952، وتكرر نفس الأمر مع عبدالفتاح السيسى حين أطل على المصريين بعد ثورتين شعبيتين وبعد خروج مليونى كبير وظهور قيادات شابة ونشطاء اشتبك كثير منهم مع النخبة السياسية القديمة، ورغم ذلك لم تنل لا النخبة الجديدة ولا القديمة شعبية حقيقية فى الشارع المصرى، وحين أطل السيسى على المشهد السياسى فى 3 يوليو حظى بشعبية كبيرة تجاوزت شعبية كثيرين ممن قالوا إنهم صوت الجماهير وصوت الثورة والميادين.
والحقيقة أن هذه الشعبية التى تحققت سابقا بصورة ضخمة واستثنائية لجمال عبدالناصر لم تكن فقط راجعة لأنه أصدر بشكل فورى قانون الإصلاح الزراعى، إنما لأن الناس كانت فى ذلك الوقت تبحث عن بطل قومى وعن مخلص، بعد أن فقدت الثقة فى الأحزاب والنخبة السياسية، صحيح أنه بعد سنوات من حكم عبدالناصر ثم مجىء السادات إلى السلطة عاد الحنين إلى الوفد والفترة شبه الليبرالية، لأنه لا توجد تجربة إنسانية «خالية من الشوائب»، وأن ابتكار النظم الديمقراطية مسألة تداول السلطة يعنى أن المزاج العام لأى مجتمع متغير وغير ثابت.
فقد غضب الناس من الأحزاب قبل ثورة يوليو، وكان غضبهم هذا سببا فى دعم عبدالناصر الذى حمل صورة المخلص، ثم عادوا وتذكروها بالخير، خاصة حزب الوفد، بعد 30 عاما وربما أقل من حكم الضباط الأحرار.
والسؤال المطروح الآن بعد 3 سنوات من ثورة 25 يناير والتى سئم فيها الناس حالة الفوضى والاستباحة والعشوائية التى عرفتها البلاد، وجعلت غالبيتهم يختارون بشكل تلقائى مرشح الدولة والانضباط والخلفية العسكرية لأنهم اعتبروه قادرا أكثر من غيره على مواجهة هذه المشكلات.
وقد يكون ذلك صحيحا أو على الأقل راجحا، إلا أن هذا النجاح لن يكون مطلقا، ولن ينهى وجود معارضيه من القوى المدنية والإسلامية، وسيظل هناك حنين لنموذج آخر يأتى فيه الرئيس من الأحزاب والحركات السياسية، حتى لو كان من خلفية عسكرية، وأن شعبية أى رئيس وأى نظام ليست دائمة، إنما ستشهد صعودا وهبوطا مثل كل دول العالم.
الحفاظ على الشعبية يعنى بناء دولة قانون وإنجازا اقتصاديا وسياسيا يحقق قدرا من التقدم، واعتبار أن النجاح الحقيقى ليس فقط فى البقاء فى السلطة، إنما فى خلق معارضة مؤمنة بالدولة الوطنية وبالدستور المدنى وترفض العنف، وقادرة على تولى مسؤولية الحكم عبر تداول سلمى للسلطة وليس من خلال مظاهرات الشارع.
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعبية السيسى شعبية السيسى



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon