توقيت القاهرة المحلي 15:58:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة حمدين

  مصر اليوم -

قوة حمدين

عمرو الشوبكي

حين يكون حجم الأموال التى يمتلكها حمدين صباحى للإنفاق على حملته الرئاسية هى كما قال 218 ألف جنيه مصرى، وحين تختفى حتى الآن أى لوحات كبيرة تحمل صورته، وتعنون شعاراته فى الميادين والشوارع المختلفة مثلما حدث مع منافسه، نصبح أمام ظاهرة تحتاج للتأمل ومناقشه دلالتها وتأثيرها.
الإجابة التلقائية هى أن حملة السيسى إمكانياتها المادية أكبر، وحجم المساهمين فيها أكثر، وفى كل الأحوال لا شخصية الرجل ولا منسق حملته أو مستشاره القانونى يمكن لهم أن يسمحوا بأى تجاوز للسقف القانونى المسموح به للإنفاق على الانتخابات، وهو 20 مليون جنيه، وقد لا تحتاج الحملة من الأصل إلى استنفادها كلها.
فى حين أن غياب اللوحات الكبيرة و«البنرات الفخمة» وقلة أعداد الصور والملصقات الخاصة بالمرشح حمدين صباحى لن يكون له فى كل الأحوال- وكما يتصور البعض - تأثير سلبى على الناخبين، إنما سينال تعاطف قطاع ليس بالقليل من الناخبين المصريين، خاصة الشباب الذين سيعتبرون أن ضعف إمكانات حملته سبب فى دعمه وتأييده.
المفارقة أن قوة السيسى ليست فى دعايته مهما كان حجمها، إنما فى دوره فى 3 يوليو وقدرته على الوصول إلى قطاع واسع من المصريين ببساطته وصدقه، وستصبح المبالغة فى دعايته الانتخابية خصما من رصيده، خاصة أن منافسه لا يمتلك ربع إمكانات حملته الانتخابية.
لم أرَ حتى هذه اللحظة لوحة كبيرة واحدة لحمدين صباحى فى شوارع القاهرة المختلفة، وإن كان ذكاؤه السياسى تمثل فى قدرته على تحويل نقطة ضعفه إلى عنصر قوة، وضعف إمكاناته المادية إلى قوة معنوية وسياسية ودعائية كبيرة.
صحيح أن اللحظة الحالية دفعت قطاعاً غالباً من الشعب المصرى إلى الإيمان بشكل تلقائى ودون الحاجة إلى أى دعاية بأن البلد فى حاجة إلى مرشح من داخل الدولة ومن خلفية عسكرية لكى يقود البلاد بعد حالة الفوضى والاستباحة التى عرفتها طوال السنوات الثلاث الماضية.
المؤكد أن الدعاية الزائدة للسيسى تخصم من رصيده، والدعاية المحدودة لصباحى تزيد من رصيده، وتلك المفارقة التى قد لا يستسيغها مسؤولو الدعاية الانتخابية ترجع إلى أن الدعاية الزائدة تستدعى لدى قطاع ليس بالقليل فكرة النضال ضد السلطوية وصاحب النفوذ والسطوة، حتى لو لم يكن المرشح مسؤولا عنها، أما فى الثانية فهى تستدعى لدى قطاع ليس بالقليل، خاصة من الشباب، حالة نضالية وكفاحية من أجل تعويض نقص الإمكانات المادية والدعائية فى مزيد من الحركة فى الشارع.
قوة حمدين فى «ضعفه»، إن جاز التعبير، لأنه دخل المعركة والكل يقول له إنه المرشح الأقل حظا، والأقل فى إمكاناته المالية والدعائية، ومعظم مؤسسات ورموز القوة فى المجتمع ليست معه، وهو ما بث حالة كفاحية وسط أنصاره جعلتهم يتحركون فى كل مكان بروح عالية، دون أن يعنى ذلك أن حملته خالية من المشاكل وأوجه القصور.
مستقبل مصر السياسى واستقرارها سيبدأ أولاً حين يتزايد عدد المرشحين لانتخابات الرئاسة، وسينتهى ثانياً حين تتساوى إمكانات الجميع، وحين تكون هناك مؤسسات حزبية قادرة على أن تقدم أكثر من مرشح لانتخابات الرئاسة بدعاية مماثلة وربما تفوق أى مرشح قادم من الدولة.
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة حمدين قوة حمدين



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon